علي المقري
في ذكرى رحيله.. البردوني ومقارعة الاستبداد الإمامي
لذكرى رحيله (30 أغسطس 1999).. تعالوا نتذكّر في هذا الأسبوع شاعر اليمن العظيم عبدالله البردوني الذي تحاول سلطة الانقلاب في صنعاء تطييفه وتزوير تاريخه الأدبي.
سأبدأ هنا بكلمة قالها الشاعر عبدالعزيز المقالح في مقدّمة ديون البردوني:
"كان الإمام أحمد واحداً من المخلوقات المخيفة، إنّه سفّاح رهيب يقتل أشقاءه، ويهدّد بإبادة الشعب كلّه.
وفي ذكرى انتصاره على أوّل انتفاضة ثورية شعبية، كان سفّاح اليمن يقيم الزينات ويحشد الشعب إلى ساحات المدن ليسمعوا كيف يمدح الشعراء الجلاّد.
وشذ شاعر عن هذه القاعدة، خرج البردوني الضرير عن المألوف، وفي صوت لا أقوى من روعته وبساطته وإشراقه قال:
عيد الجلوس أعِرْ بلادك مسمعاً
تسألك أين هناؤها هل يوجد؟
تمضي وتأتي والبلادُ وأهلُها
في ناظريكَ كما عهدتَ وتعْهدُ
يا عيد حدّث شعبك الظامئ متى
يروى؟ وهل يروى وأين المورد؟
حدّث ففي فمك الضحوك بشارةٌ
وطنيةٌ، وعلى جبينك موعد
فيم السكوت ونصف شعبك ها هنا
يشقى ونصفٌ في الشعوب مشرّد؟
يا عيد هذا الشعب، ذل نبوغه
وطوى نوابغه السكون الأسود
ضاعت رجال الفكر فيه كأنّها
حلمٌ يبعثره الدجى ويبدّد
للشعب يومٌ تستثير جراحه
فيه ويقذف بالرقود المرقد
ولقد تراه في السكينة إنّما
خلف السكينة غضبةٌ وتمرّد
تحت الرّماد شرارةٌ مشبوبةٌ
ومن الشرارةِ شعلةٌ وتوقّد
لا، لمْ ينم شعبٌ ويحرقُ صَدرهُ
جرحٌ على لهب العذاب مسهّد
شعبٌ يريدُ ولا ينال كأنّه
ممّا يكابدُ في الجحيم مقيّدُ
أهلاً بعاصفةِ الحوادثِ إنها
في الحي أنفاسُ الحياة تردّد".
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك