ظلت الحوثية ومن خلفها طهران تردد أنها تريد حوارا يمنيا -يمنيا برعاية أممية بعيداً عن الإقليم.
تكررت هذه المطالب على لسان قيادة الجماعة وعلى لسان مسؤولين إيرانيين.
وكان هذا أيضاً الخطاب الذي تبناه مجلس القيادة بعد تشكيله.
فظهرت جماعة الحوثي بخطاب جديد يرفض فكرة الحوار اليمني اليمني وتطالب بحوار ثنائي مع قيادة التحالف..!
فجاءت الرسالة الأممية والأميركية عبر وفد من سلطنة عمان للحوثيين أنه لا يمكن لأي حوار إلا يكون يمنيا بين الأطراف اليمنية برعاية أممية.. كانت الرسالة قوية وصارمة.
وتضمنت أيضاً أن هناك قضية أساسية وهي قضية الجنوب يجب أن تكون محور النقاشات وأولوية على مائدة التفاوض..!
فما كان من جماعة الحوثي إلا أن رفضت الرسالة وقالت: إن الأولوية تكون للمسار الإنساني!
بما يعني أن الجماعة تذهب في اتجاه تجزئة الملفات بالشكل الذي يمنحها مشروعيات على حساب الطرف الشرعي والمعترف به دولياً..!
جماعة الحوثي لا تريد حوارا يمنيا- يمنيا، لأنها لا تؤمن بالآخر وتؤمن أنها الممثل الحصري لليمن ولله والدين والإسلام فيه وأنه حق منحها إياه الله..!
لا يمكن فصل ممارسات الحوثية عن الخمينية كـ دثار للقومية الفارسية ومشروعها التوسعي في المنطقة.
وما تقوم به الجماعة الحوثية شغل إيراني مركز التحكم به في جنوب لبنان ومن خلاله بطهران..!
بما أن الحوثية تحاول الذهاب صوب التجزئة تحت مسمى مسار إنساني في مسعى هدفه تكرار سيناريو ستوكهولم فقد كانت الرسالة واضحة أنه لا مجال للتجزئة وأن هناك مسارا تفاوضيا شاملا يجمع الفرقاء اليمنيين في طاولة برعاية الأمم.
مما يعني أن الحوثية ستواجه عقوبات وقد توجه لها ضربات في حال استمرت في المراوغة من الانخراط في حوار شامل يعيد صياغة خارطة النفوذ وينهي الدور الوظيفي الذي جاء كانقلاب على طموح يمني شاب في اتجاه بناء الدولة وحلحلة القضايا الأساسية من خلال الوصول لصيغة تفاهم منصفة أو الذهاب للشارع الجنوبي ليقرر مصيره ومستقبله السياسي بالطريقة التي تناسبه.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك