لم تحقق الشرعية انتصاراً ذا قيمة على الحوثي إلا في موضوع تجريده من مؤسسة الاتصالات التي منحته أفضلية عسكرية ومالية وسيادية لسنوات عدة.
والمثير للدهشة أن نرى بعض القيادات تعارض عملية سحب هذه المؤسسة الحيوية من يد جماعة الحوثي، وهذا حق مكفول من يريد أن يعارض مع توسمنا أن يتفهم هؤلاء الذين رفعوا قميص السيادة في مواجهة القرار أن موقفهم يعني فقط رغبتهم، وبنيّة حسنة، ببقاء سيطرة الحوثي على هذه المؤسسة، وسيطرته على خصوصية المواطنين وهو الخصم المشترك للجميع والعدو الذي ينتهك السيادة وينتهك مصالح وحياة المعارضين لهذا القرار بالدرجة الأولى، وقد جردهم من ممتلكاتهم وصادر بيوتهم وأصدر بحقهم أحكاماً بالإعدام، وأصبحوا هائمين في الأصقاع. يجب أن يكون الفهم بالسيادة وتعريفها مرتبطاً بالعدالة وليس القواميس.
من جانب آخر، سيكون لسحب مؤسسة الاتصالات المركزية من يد الحوثيين تأثير إيجابي على حياة المواطنين اليمنيين. فمن المعروف أن جماعة الحوثي تستخدم الاتصالات كوسيلة للتجسس والرقابة على المواطنين. ومن شأن استعادة السيطرة على هذه المؤسسة ضمان حماية خصوصية وحقوق المواطنين. فالحوثيون يستخدمونها لتمويل أنشطتهم العسكرية والإرهابية، بدلاً من استخدامها لتحسين خدمات الاتصالات أو صرف المرتبات أو إصلاح وترميم البنية التحتية المدمرة. الاتصالات وجميع المراكز الإيرادية الواقعة تحت سيطرة الحوثي إجمالاً تستخدم كافة مواردها لصالح المشاريع والأنشطة الطائفية والعسكرية وكل ما يلحق الضرر البالغ بالمواطنين ونسيجهم الاجتماعي وأمنهم العام.
في النهاية، يجب أن ندعم قرار سحب مؤسسة الاتصالات المركزية من يد الحوثيين ونرفض أي معارضة لهذا القرار. يجب أن يكون هدفنا الأساسي هو تحسين حياة المواطنين اليمنيين وتطوير البنية التحتية للاتصالات في البلاد. لا يجب أن نسمح للحسابات الشخصية أن تمنعنا من تنفس الصعداء بعد إنجاز قوي وموجع لخصم فاجر.
هذا الانتصار يساوي انتصاراته العسكرية في نهم وحواشي مارب والجوف، هو الآن يتجرع مرارة الخسارة... فلنشرب الأنخاب.