محمد العلائي
اليمن وتسمُّم عمره أكثر من ألف عام!
يمكن للمؤرخين أن يحدثوك عن دولة دامت مئة عام أو ألف عام، أو إمبراطورية عُمِّرت مئة عام أو ألف عام أو مملكة دامت مئة عام أو ألف عام.
لا نملك في اليمن قصة كهذه، لدينا تسمُّم عمره أكثر من ألف عام!
تسمُّم فقط، لا هو دولة ولا هو إمبراطورية ولا هو مملكة.
هذه قصتنا.
* * *
عَدِمنا خيلنا إن لم تروها
على أبوابِ صعدتكم قياما
ومَن مدحَ (الملوك) ينال عزّاً
ويَلقَى الذلّ من مدح (الإماما)
محمد بن الراعي، شاعر الملك الأفضل الرسولي.
البيتان من قصيدة طويلة تعكس في مضمونها جانباً من السجال الأدبي الذي كان محتدماً طوال الوقت بين السلاطين الرسوليين والأئمة الزيديين، وذلك بشكل موازٍ للصراع المسلح الذي كان يجري وسط بيئة سياسية شديدة التقلب والتداخل على مستوى التحالفات والمواقف.
نلحظ في البيت الأخير تلميحا -غير مقصود- إلى أن الصراع كان بين نوعين من الحُكم، أو -إن جاز التعبير- بين مفهومين من الشرعية: "ملكي سُلطاني" من جهة، و"إمامي زيدي" من جهة أخرى.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك