حمزة مصطفى
التفاهة والقضايا المهمة في مدينة تعز
مدينة تعز مدينة محاصرة منذ ثماني سنوات، وتواجه العديد من القضايا المهمة التي تحتاج إلى اهتمام وحلول.
لكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن شباب المدينة أصبحوا منشغلين بالتفاهة أكثر من انشغالهم بمدينتهم.
فما هي التفاهة التي تسيطر على عقول شباب تعز؟
وما هي القضايا المهمة التي يجب أن تتصدر بدلا من التفاهة؟
مفهوم التفاهة: التفاهة تعني حسب معجم المعاني نقصًا في الأصالة أو الإبداع أو القيمة، كما تعني انعدام الأهمية.
وفي سياق هذا المقال، نقصد بالتفاهة كل ما يشغل شباب تعز عن قضايا مدينتهم الجوهرية، وكل ما يضيع وقتهم وجهدهم في أمور لا تفيدهم ولا تفيد مجتمعهم.
فالتفاهة هي عدم الإدراك والإحساس بالأولويات، والانجراف بأحداث لا تحمل في طياتها أية رسالة أو قيمة.
أمثلة على التفاهة في تعز:
في مدينة تعز، هناك عشرات الأمثلة على التفاهة التي تستولي على اهتمام شباب المدينة.
فقد نُشرت مؤخرًا أغنية جديدة، وأثارت هذه الأغنية ضجة كبيرة في مواقع التواصل، حتى أصبحت حديث المدينة.
ولكن هل هذا الأمر يستحق كل هذا الجدل والانتباه؟
هل هذه الأغنية تحمل رسالة هادفة؟
هل تسلط الضوء على مشكلات المدينة؟
بالطبع لا.
فهذه الأغنية مجرد كلام فارغ يستخدم لإثارة المشاعر والانفعالات، دون أن يقدم أية حلول أو آفاق.
ولسوء الحظ، هذه ليست الحالة الوحيدة التي يظهر فيها شباب تعز انشغالًا بالتفاهات.
فقد أصبح شباب المدينة يعيشون في عالم من الأوهام، يتابعون بشغف كل مستجدات السوشيل ميديا، وينشرون تعليقات ومنشورات وصور تعبر عن حالاتهم النفسية والعاطفية، دون أن يهتموا بالواقع المرير الذي يعيشون فيه.
فهؤلاء أصبحوا متصدرين التفاهة على حساب القضايا المهمة، ويبتعدون عن القيمة والفائدة التي تعود على المجتمع.
قضايا مهمة:
في مقابل هذه التفاهة، هناك العديد من القضايا المهمة التي تحتاج إلى اهتمام شباب تعز، والتي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم.
فمدينة تعز تواجه مشكلات خطيرة في مجالات مختلفة، مثل الأمن والخدمات الأساسية وحصار الحوثي عليها.
وإليكم بعض الأمثلة على هذه القضايا:
- قضية مشروع مياه طالوق:
هذا المشروع الاستراتيجي يهدف إلى توفير مياه عذبة للمدينة بمعدل من 6 إلى 7 ملايين لتر ماء في اليوم الواحد.
وقد تم إنجاز هذا المشروع بالتعاون بين مؤسسة المياه وخلية الأعمال الإنسانية، وسلم للمقاول للبدء في التنفيذ.
لكن هناك من يسعى لإفشال هذا المشروع، باستخدام حجج واهية، وخرجت العديد من المظاهرات التي تطالب بوقف المشروع..!
ويواجه المشروع عراقيل كثيرة، من قبل بعض الأطراف التي لا تريد لتعز الخير وأن تحصل على مشاريع مستدامة، وترغب في استمرار حصارها.
هذه القضية تستحق اهتمام شباب تعز، لأنها تتعلق بحقهم في الماء، وبحاجتهم إلى خدمات أساسية.
- قضية أهانة وصلب مواطن في المسراخ:
هذه القضية هي قضية إنسانية مؤلمة، حيث اقدم مسلحون على ضرب وإهانة وصلب أحد المواطنين على شجرة، وضربوه حتى أغمى عليه.
وقد ظهر هؤلاء المسلحون في مقطع فيديو متداول، يظهرون جرائمهم بكل فجور ووقاحة.
فهذه القضية تستحق إدانة شباب تعز، لأنها تخالف كل قوانين الإنسانية، وتشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
فشباب تعز يجب أن يتضامنوا مع الضحية، ويطالبوا بالقبض والقصاص من الجناة، ويحموا كرامة المواطنين.
- قضية اغتيال الموظف الأممي: هذه القضية هي قضية سياسية خطيرة، حيث تم اغتيال أحد الموظفين الأمميين في تعز من قبل مجهولين.
وقد كان هذا الموظف يعمل في برنامج الأغذية العالمي، وكان يقوم بتوزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين.
فهذه القضية تستحق اهتمام شباب تعز، لأنها تشير إلى وجود جهات تريد عرقلة عمل المنظمات الدولية في تعز، وتثير التوترات بين الأطراف المتصارعة.
فشباب تعز يجب أن يطالبوا الجهات الرسمية بمكاشفة عن هوية القتلة وهل ألقت القبض عليهم أم لا.
- قضية حصار تعز من قبل الحوثي:
هذه القضية هي قضية وطنية عظيمة، حيث تعاني مدينة تعز من حصار مفروض عليها من قبل ميليشيا الحوثي منذ ثماني سنوات.
وقد أدى هذا الحصار إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية في المدينة، وتفاقم المعاناة والجوع والفقر والمرض بين السكان.
فهذه القضية تستحق نضال شباب تعز، لأنها تمس حريتهم وكرامتهم وسيادتهم.
فشباب تعز يجب أن يواصلوا المقاومة ضد الحوثي، ويساندوا الشرعية والتحالف، ويسعوا لتحرير مدينتهم من الميلشيات.
خاتمة:
من خلال هذه الأمثلة، نرى كيف أن شباب تعز يواجهون تحديًا كبيرًا في التفريق بين التفاهة والقضايا المهمة.
فالتفاهة تستهلك طاقتهم ووقتهم في أمور لا تستحق، بينما القضايا المهمة تحتاج إلى اهتمامهم وجهودهم في حلول تستحق.
فشباب تعز هم أمل المدينة في التغيير والتطور.
ولذلك يجب عليهم أن يكونوا أكثر وعيًا وحكمة في اختيار مصادر معلوماتهم وأولوياتهم.
فلا يجب أن يضيعوا حياتهم في التفاهات التي لا تزودهم بأية قيمة أو معرفة، بل يجب أن يستثمروا طاقاتهم في القضايا المهمة التي تصب في مصلحة مدينتهم ووطنهم.
فبذلك يكونون قد أدوا دورهم كشباب مسؤول وفعال في بناء مستقبل أفضل.