العميد ثابت حسين صالح
الانتقالي والحاجة إلى إرساء أُسس العمل الجماعي والمؤسسي
تعرض المجلس الانتقالي الجنوبي، وما زال، لحرب شعواء من قبل كل من خصومه، من ناحية، ومن جانب بعض أنصاره من ناحية أخرى.
وفيما كانت معاداة الخصوم للانتقالي مفهومة ومتوقعة... كان هناك ممن يمارس سياسة جلد الانتقالي وتشويهه، بدلاً من مساندته أو معارضته وفقاً لمشاريع وأفكار بناءة ومنطقية نابعة من الحرص على سلامة السفينة وليس من أجل خرقها ومحاولة إغراقها وكل من عليها.
الواقع أنه منذ تأسيسه في الرابع من مايو 2017م، حرص المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي على أن يستوعب مختلف الآراء بما فيها تلك التي ناصبته العداء وانحازت لصف أعداء الجنوب التقلييدين في نظام 7/7 وجماعة الحوثيين الأكثر تعصبا وتطرفا وهمجية في موقفها من حق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة.
لكن هذا لا يعني أن المجلس الانتقالي قد وصل إلى مرحلة الكمال والمثالية.
فقد رافقت مسيرته العديد من الأخطاء بعضها لأسباب موضوعية والبعض الآخر لأسباب ذاتية، وكانت تصرفات وسلوكيات بعض من قياداته وموظفيه سيئة ومسيئة للمجلس وقيادته.
وعلى الرغم من التحسن النسبي في اختيار القيادات خلال الفترة الأخيرة وخاصة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي... أعتقد أنه ما زال على قيادة المجلس أن تعمل الكثير وتتخذ إجراءات أكثر حسما وردعا لتنقية القيادات وإعادة تأهيلها وتصويب جهودها وخاصة في هذه المرحلة الهامة من تاريخ شعب الجنوب المكافح والمثابر.
ما زال المجلس بحاجة إلى إرساء أسس العمل الجماعي والمؤسسي الذي يجمع بين توسيع دائرة المشاركة في صناعة واتخاذ وتنفيذ القرارات، وما بين تحمل المسؤولية والرقابة والمحاسبة وفقا لمبدأ الثواب والعقاب.
ويكتسب الآن وأكثر من أي وقت مضى العمل في الميدان أهمية قصوى وأولوية ملحة سواءً كان في الداخل على مستوى المحافظات والمديريات والمناطق وكذلك المؤسسات الحكومية والمجتمعية، أم على صعيد الخارج من حيث تفعيل أنشطة ودور مكاتب الانتقالي والجاليات الجنوبية وبشكل نوعي يستجيب لمتطلبات العصر ولخصوصيات وظروف كل بلد.
وأخيراً وليس بأخير، ما زال المشوار طويلا أمام العمل الإعلامي الجنوبي، سواءً لجهة تحسين الأداء أم لجهة رفع كفاءة القائمين عليه والماسكين بتلابيبه وبما يؤمن أعلى قدر ممكن من التنسيق والتعاون والتنظيم الذي يضمن اعلاما موجها ومرنا في نفس الوقت.
خصوصا إذا ما اعترفنا جميعا أنه ما زال يعيب الانتقالي وإعلامه أيضا، هو ضعف التواصل والتنسيق والإدارة بين مكونات ومقومات وعناصر الإعلام بكافة وسائله.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك