أحمد نويهي

أحمد نويهي

تابعنى على

أساطيل ومساطيل..

Friday 19 January 2024 الساعة 10:07 am

ينسحب طقس الهضبة الشمالية بمجمله، يرتد صدى الجغرافيا تحولات وتبدلات ستفضي لِحَرب تتجاوز الإقليم بعدما صارت حربين داخلية وإقليمية، والآن تصبح كما يزومل الكهف حرب كبرى عالمية.!! 

الهضبة الوسطى وهذه الحاكم للجغرافيا والقاذف العملاق للقوى البشرية التي حملت مشروع الثورة والجمهورية والدولة الوطنية، حيث تتدفق المياه المتساقطة من جبال الهضبة الوسطى إلى البحرين عبر سوائل الكدحة وهيجة العبد في اتجاهات مغايرة من الشفق إلى الشروق، سارت القافلة من الغرب إلى الشرق من المخا إلى الراهدة على طريق القوافل من وإلى عدن أعلى ما جادت بها جغرافيا المحار والبحار. 

يتطرف المناخ ويذهب لصقيع يشتد على السواحل كما لو تحتد الجهات، إذ تعاود المليشيا تصدير الإرهاب عبر تهديد الملاحة الدولية عند المضيق. 

 ‏يتداعى العالم إذ مصالحه تعبر هنا. 

 ‏يتسع المضيق ليعبر العالم بينما تضيق بنا كل الجغرافيا. 

 كانت الهضبة الشمالية قد أرسلت طائرات مسيرة لتوقف تصدير النفط من موانىء التصدير والآن تعاود مناوشة السفن التجارية العابرة المضيق، وقد احتشدت الأساطيل في مواجهة المساطيل وهم يهددون بإحراق المياه واليابسة. 

 ‏تحتطب المليشيا المسنودة إيرانياً البلاد منذ سبتمبر 2014 وإلى اللحظة لا تزال تتحكم بمقدرات البلد وتبسط نفوذ مليشياتها على مدن الشمال باستثناء القليل وتعاود مهاجمة الوسط وتهدد باجتياح الجنوب. 

 ‏

الطبوغرافيا مواقعها، الأيديولوجيا لم تعد سياسية، بل صارت الإيكولوجية حديث الناس.. علاقة الإنسان بالبيئة المليشياوية صارت في الغالب سلوك اعتياد، ثمة مفارقات ومقاربات تحتاج لقراءة متأنية في ظل التسارعات والتطورات التي تعتمد هنا، ثمة تباين يفضي لتضاد فاضح  كما لو يحدث تجانس ماجن يربك التحولات، يرتد صدى الهضبة تدوي السهول، تفيض الحقول قيحا وقبحا يستجر رجع الصدى، يتغول ذلك المختلف الذي كنا نتمنطقه يصبح عدما وربما نقيض الوجود الذي كنا نذهب إليه.. الملشنة وحقول تموج بالشجرة الخضراء وطرق، تميد بالنقاط العسكرية ومدن على ذعرٍ تنام.

 ‏ تنوح عرائسها حين تُعطرهن قذائف الباروت، توزع أشلاءهن كما لو فرقعات للفرح.

تستبيح البلاد حالة حرب شعواء، ‏تغدو على لسان متحدث يوضح أسباب مهاجمة الملاحة الدولية كما لو يبدو مَسلخ ذلك المحشور بأعماقه حقد التاريخ، يستعرض حجم الدمار على أساس أنه الإنجاز الذي حققته غطرسة القوة التي يتم استعراضها على مَقرُبة من مضيق باب المندب.

وقد ذهبت قوات الساحل الغربي لتحرير المضيق والمخا والخوخة وصولاً إلى كيلو ثلاثة من بوابة ميناء الحديدة حتى كان المبعوث الأممي السابق يُعلن التوافق على اتفاق "استكهولم" الذي صار حاجز صد تمترست خلفه المليشيا ليوقف عملية تحرير الحديدة وبالتالي طالب الاتفاق بتوريد ضرائب المشتقات النفطية الواصلة عبر الميناء للبنك المركزي الحديدة ما يؤمن لها نفوذا ونقودا بواسطته تعاود السيطرة وقد أخلت القوات المشتركة ما يزيد عن مائة كيلو تنفيذاً للاتفاق، بينما المليشيا لم تفتح معبرا واحدا يسمح للناس والسكان بالعبور إلى منازلهم ومدنهم والحقول، بل على العكس ذهبت لتهاجم المضيق وحركة الملاحة واستهداف ميناء المخا بصواريخ ومسيرات واستهدفت طريق المخا-الكدحة بالمسيرات والمدفعية ولا زالت تغلق خطوط أكدت "استكهولم" على فتحها ورفع الحواجز التي تقيمها على حواف الطرق. 

إطلاق سراح المعتقلين ولا زالت تعتقل الناس كل يوم في مفارز مذهبية ومناطقية، وطائفية تدمي جبين الإنسانية. 

على الاتجاه الآخر تعتقل مرتبات الموظفين للسنة التاسعة على التوالي والتوازي.

وفي سياق متصل تواصل المليشيا الفَرعنة كَونَها لَم تَجِد من يُلملمها.!!