سمير رشاد اليوسفي
لهذا السبب انقلب الموقف الأمريكي نحو الحوثيين!
اليمن دولة محورية تتسم بموقع متميز لإطلالتها على البحرين الأحمر والعربي، وسيطرتها على مضيق باب المندب: المدخل لمنطقة من أهم مناطق العالم.
لذا لا تستطيع أن تكون في منأى عن المؤامرات التي كان يمكن ألاَّ نرى أياً منها لو كانت في موقع هامشي لا تأثير له إقليمياً ودولياً.
ولعل ذلك يفسر انقلاب الموقف الأمريكي نحو الحوثيين بعد انتقال عملياتهم نحو البحر واستهدافهم للسفن المتجهة من وإلى إسرائيل بصواريخ بالستية ودرونز وغواصات مُسيرة إيرانية، فالولايات المتحدة لم تكن ترى في حربهم على اليمنيين واستهدافهم لدول الجوار أي خطر عليها، وحوّلتهم إلى ورقة ابتزاز بموجبها ظلت تطالب التحالف بدفع فواتير باهظة، وبالتزامن مع توسع سيطرة القوات المشتركة في الساحل الغربي ضغطت ومعها بريطانيا في إطار الدول الرباعية على الحكومة الشرعية للتوقيع على اتفاقية "ستوكهولم" التي لم ينفذ منها سوى خروج القوات المشتركة وسيطرة الحوثيين على الحديدة.
يخطئ من يظن أنّ عمليات الحوثي الحربية في البحرين العربي والأحمر ستتوقف في حال انسحبت إسرائيل من غزة، فهي فرصة إيران الذهبية لتنفيذ رؤيتها الاستراتيجية للسيطرة على البحر الأحمر، ظلت تصطنع لها الذرائع والمبررات منذ ثمانينات القرن الماضي، الحوثي فيها مثله مثل حماس مجرد أداة تنفيذ أو وكيل لإيران، ولا ننسى أنّ حماس هي من بدأت بالهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي تنفيذاً لدورها المرسوم لها بعناية من داعميها في طهران، والغباء كله في تصديق المزاعم الإيرانية بأنها مع السلام في المنطقة، أو ألاّ وصاية لها على الحوثي أو حماس.
والأهم من ذلك كله أنّ الأسلحة الإيرانية المستخدمة لا سيما الصواريخ البالستية تُطلق من مناطق جبلية ويسهل نقلها من مكان إلى آخر، ومن العبث استهداف ما يُعتقد أنّه مخازنها أو منصاتها لأنها في الأصل غير مستقرة.
يروى عن الزعيم البريطاني ونستون تشرشل قوله "الأمريكان يتخذون القرار الصائب بعد أن يستنفدوا كل القرارات الخاطئة"، وعملية حارس الازدهار أعلنوا أنها لإضعاف قدرات الحوثي واستنزاف أسلحته التي تهدد الملاحة الدولية.. ما يعني باختصار أنهم لا يزالون يرون صلاحيته للبقاء.. وسيكون هذا خطأهم الأعظم.
#الحوثي_سرق_البر_والبحر
من صفحة الكاتب على إكس