سمير رشاد اليوسفي
وسائل الإعلام التقليدية هل تصبح من ذكريات الماضي!
هل أبالغ إن قلتُ إنّ العالم في طريقه للاستغناء عن "الفضائيات" والمواقع الإلكترونية؛ كما تخلى عن الصحف والمجلات الورقية؟ وسيصبح جلوس الأسرة أمام الشاشة من ذكريات الماضي الطريف!
بسبب صعوبة دخولها وتصفح ما تنشره صارت المواقع الإلكترونية أشبه بأرشيف لتخزين المعلومات، ولعدم توفر الخصوصية، والاضطرار للجلوس لمشاهدتها أو تأخرها في نشر الأخبار، فضلاً عن برامجها المفروضة تضمحل متابعة الفضائيات، ومشاهدوها في انحسار مستمر. يقابل ذلك زيادة متسارعة في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي لسهولة النشر والتصفح فيها، بل إنّ الصُحف والمجلات والمواقع والفضائيات على اختلاف مسمياتها صارت عالة على وسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، "تويتر الذي غيّر اسمه إلى إكس"، انستجرام، يوتيوب) تنقل أخبارها، وتتسابق لحجز مواقع فيها، ما استدعى القائمين عليها وضع ضوابط للتدقيق في بيانات المسجلين فيها ليسهل التحقق من موثوقية ما ينشرونه باعتبارهم مصادر للأخبار والمعلومات.
المقابلة التي أجراها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونشرها في موقع "إكس" تويتر سابقًاً حصلت على مليون مشاهدة و335 ألف علامة "أعجبني" خلال ثماني دقائق، وعلى 3.6 مليون مشاهدة خلال 21 دقيقة، و10 ملايين مشاهدة في 51 دقيقة، و20 مليون مشاهدة في أقل من ساعتين وعلى 30 مليون مشاهدة في أقل من 3 ساعات.
ما علينا من مقابلة الرئيس بوتين مع كارلسون، اذهبوا إلى صفحات بعض مالكي القنوات على "إكس" أو بعض المذيعين فيها وستجدون متابعيهم بالملايين، وأكثر بكثير من متابعي قنواتهم ومشاهدي برامجهم.
من الظلم المعيب الاستمرار في تسميتها "وسائل التواصل الاجتماعي" فهي بالواقع ورغم ضعف ضوابطها وصعوبة تحري معلوماتها صارت البديل لوسائل الإعلام التقليدية، والمصدر الأول، والأسرع لتلقي الأخبار والصور والمعلومات.
وعاد "الذكاء الصناعي" قادم بكل إدهاشاته وعنفوانه. لن يكتفي بالاستغناء عن وسائل الإعلام فحسب.. سيصبح معه البشر في خبر كان.
من صفحة الكاتب على إكس