محمود ياسين
عن عبدالوهاب.. راجعوا أنفسكم الدنيا عوافي
عن عبد الوهاب
لن أحيلكم على القانون والدستور
نحن في حالة تحكمنا فيها القوانين العرفية.
لن أذكركم باعلانكم الدستوري فقد تنصلتم من كل بنوده.
اما وهي أعراف فلتخبروا انفسكم انكم قد اقتحمتم بيت الرجل وروعتم عائلته وشهرتم به، ثم سجن انفرادي لاكثر من شهر والآن عبد الوهاب يعاني الضغط والسكر وتكاد شبكية عينيه أن تتلف تماما، فما الذي تريدونه أكثر؟ يموت؟ أو تقتلون أولاده مثلا؟
أي جريمة في جملة كتبها معارض سياسي، اختار معارضتكم فعلا وألزم نفسه تبعات موقفه الوطني وبقي يناضل من صنعاء، لم يتواصل بجهة أجنبية ولم يتخط او يتحد قوانين الحرب المعمول بها في كل بلد.
بكل بساطة: يكفي.
وأي مبالغة عقابية ومحاولة لجعله عبرة لمن يعتبر لا تعدو كونها عملية لجم لأي أمل في عقلانيتكم ولن تفضي للجم كل صاحب موقف معارض لأدائكم.
أي عرف هذا الذي يتسامح مع من يسرطن شعبا بأسره ويلوث التربة الزراعية ودم الناس بالسموم؟ أي تسامح هذا مع جهات تقتل شعبا وتنهمك في تدمير إنسان شريف قال كلمته التي يقتنع أنها في مصلحة بلاده وإن سمح لجملة حادة أن تطفو على سطح مقالته فتلك الجملة لا تهدف لتحدي شخص بعينه، الشخص الذي وإن كان عبد الوهاب يمقت ويزدري أخطاء وسلوكيات جماعته الحاكمة إلا أنه أسرها لي أكثر من مرة قائلا: اكن له كل الاحترام.
اتصل بي محمد عبد الوهاب البارحة واخبرني أن أباه حمله رسالة لي وسيخبرني بها عندما نلتقي، قلت يا ولدي كلمني مضمون الرسالة الآن وإلا بيظنوا الجماعة أن احنا لنخطط لانقلاب.
التهويل والمبالغات تضع أي سلطة في فخ التأكد والتثبت ويشبه الأمر الوسواس المرضي حيث يبالغ المريض في الجرعات ليشفى تماما، الحال هنا انكم تجرعون كاتبا سياسيا ما يفوق الحدث وما يتخطى طاقتكم على احتمال المزيد من الضحايا ويتخطى طاقة عبد الوهاب جسديا.
ثم إن إدارة حياة الناس بالقسوة والترويع تحيلهم كائنات معطوبة لا تعود قابلة للرضى بأقل من خراب كل شيء، ذلك أن اليأس يقود لأكثر الخيارات سوءا. ثم إن استسلامكم للمبالغات الأمنية والتوجس سيترتب عليها متتالية خطايا لا سبيل لتسويتها، ذلك ان الحاكم إذا استوحش توحش.
ما به إلا راجعوا انفسكم، الدنيا عوافي.
اطلقوا سراح عبد الوهاب، وإن كان هناك من روح بعينها لم تكتف بعد من عذابات عبد الوهاب ووصل الأمر حد العناد الفادح فليتذكر "وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا".
ما يهمني الآن هو مخاطبة جانبكم العقلاني المسؤول لأجل صديقي، يهمني اقناعكم وليس ادانتكم، المحاججة على صاحبي وليس إقامة الحجة، وإن فقدنا الكثير من حيثيات عقد سياسي اجتماعي يضمن كرامة الجميع فليكن ما تبقى بين الناس من أعراف واسلاف.
فلتوا للرجال، والجيد يحلف ويرجع.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك