عبود الحربي
المقاومة الوطنية.. من معركة التأسيس إلى معركة التحرير
شهد يوم 19 أبريل من العام 2018 تأسيس وميلاد المقاومة الوطنية بقيادة القائد العسكري العميد طارق محمد عبد الله صالح وإلى جانبه ثلة من رجال الرجال من منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية في العاصمة المؤقتة عدن بهدف واحد ضد عدو واحد وهو تحرير اليمن واليمنيين ودحر المليشيا الحوثية وإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا إلى العاصمة صنعاء.
معركة التأسيس لم تكن بالأمر الهين والسهل بفعل الأوضاع المتوترة والأزمات السياسية والصراعات الحزبية والانقلاب الحوثي على كافة الاتفاقيات السياسية ومخرجات الحوار الوطني وعلى الشرعية حينها وصولا إلى السيطرة على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات اليمنية الأخرى وعدم قبوله بالتعايش السلمي مع الآخرين وأخيرا تصفية كل المخالفين له في الرأى والتوجه العقائدي والسياسي ومن ذلك تصفية الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، رحمه الله، داخل منزله في صنعاء بعد انتفاضة ال2 من ديسمبر 2017 مما أفضى إلى تغير جذري في خارطة التحالفات السياسية والعسكرية المناهضة للانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
العاصمة الجنوبية المؤقتة عدن كانت الحاضنة الأولى لتأسيس المشروع الوطني مشروع المقاومة الوطنية، وبفضل الله ثم بفضل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تم إزالة كل العقبات والصعوبات المختلفة والتصورات الخاطئة عند البعض، ولم تمض سوى اسابيع حتى كان طلائع ابطال المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" في مقدمة الجبهات القتالية وجنبا إلى جنب مع إخوانهم من أبطال قوات العمالقة الجنوبية، وخلال فترة بسيطة استطاعت قوات حراس الجمهورية والعمالقة وقوات الألوية التهامية اختراق الدفاعات الحوثية وتدمير مواقعهم وتحصيناتهم العسكرية وصولا إلى قلب مدينة الحديدة وكانت القوات المشتركة قاب قوسين أو أدنى من السيطرة الشاملة على المدينة ومينائها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر لولا تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وأمريكا وبريطانيا وممارستهم الضغوطات السياسية والدبلوماسية الكبرى لوقف تقدم القوات المشتركة وتحرير المدينة من بقايا جيوب المليشيا الانقلابية الحوثية الإرهابية، وتم إيقاف عملية التحرير والتوقيع على اتفاقية استكهولم التي في الحقيقة كانت طوق النجاة للمليشيا المدعومة من إيران والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
كل تلك التقدمات الميدانية والإنجازات العسكرية لم تأت أبدا من فراغ ولكن أتت بفضل الله ثم بفضل القيادة الوطنية العسكرية المحنكة للعميد طارق صالح ورفاقه والبناء العسكري الصحيح للوحدات العسكرية المنضوية تحت راية المقاومة الوطنية التي أسست وفق الخطط والمبادئ العسكرية البحتة، وذلك عبر خبرات وكفاءات عسكرية سابقة بعيدا عن المصالح الشخصية والانتماءات الحزبية والمناطقية والعنصرية والحسابات الخاطئة كما هو الحال عند البعض ممن هم في الحقيقة أسباب رئيسية في تأخر عملية تحرير الوطن من سيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية.
يبقى أن يدرك القادة العسكريون وغيرهم أن حُسن النوايا وسلامة الأهداف والإخلاص والمصداقية والخبرات العسكرية والقتالية والكفاءات القيادية والولاء الصادق للوطن والشعب كلها عوامل وأسباب رئيسية للنصر ودحر المليشيا الحوثية واستعادة الجمهورية وإعادة اليمن واليمنيين إلى الحاضنة العربية والهوية القحطانية الحميرية السنية الأصيلة للشعب اليمني منذ الأزل وإلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، ولا بد من هزيمة المشروع الفارسي في اليمن والجزيرة العربية طال الزمن أو قصر.. والعاقبة للمتقين.