كان خطف الشيخ علي بانافع مناسبة لأعداء المحافظ عوض بن الوزير وأعداء المحافظة أن يتقيأوا أمانيهم الحاقدة ضده وما كانت تهتم لمصير بانافع، بل تريده وقودا لمكنتها العدائية، لكن المحافظة أدرى بكيفية إدارة ملفاتها ومعالجة اختلالاتها، فانتهى خطف الشيخ وما كانت المكنة إياها تريد له أن ينتهي!!، انتهى بحل وضعه "الشيخ علي" نفسه حقنا للدماء، فاختطافه مهما قللت ماكنة المرجفين من رد السلطة عليه فهو محك أمني لها، لن يترك لها خياراً، لكنها اختارت صوت العقل أولا، فشجّعت الوجاهات القبلية لتقوم بدورها وتحرّكت وساطات بذلت ما تستطيع، أمّا اليد الخشنة فكانت متأهبة على الزناد ويعلم الجميع أنها حين تُرفع ستضرب، لكن المحافظة ومحافظها اختاروا استنفاد خيارات السلم.
المرجفون استغلوا الحادثة لأجنداتهم وأن شبوة تعاني ابتزازات واختلالات، وأن التجار يهربون منها... الخ من أمانيهم، وآخرون أعادوا إحياء الموات إياه ويندبون "زمانهم وزمّانهم"!! مع أن أهل شبوة يعلمون "الزير وغطاه".
كلنا نعلم أن شبوة لا تخلو من بلاطجة بثمن!!، وبلاطجة بدون ثمن، وفيها مرجفون بثمن يعلم الجميع مصادره وأهدافه، ومرجفون يرددون ما يُكتب لهم "وهم يعمهون عن الرشد ولا يهتدون".
الرجل الصالح يظل صالحا في كل الأحوال والظروف والمشقات، وهذا ما عهدناه في الشيخ "علي" ففي اللحظات الصعبة وفي ذروة ألم. وقهره من خاطفيه اختار ما تمليه عليه أخلاقه وخُلقه ومروءته فاختار أن يحقن الدماء، اختار النبل والخير والصلاح دوماً، اختار أن يتحمل فيها قيمة الأرضية إذا حلف خصومه يمينا "مغلظة" أن الأرض أرضهم!!، حينها يقيّم ثمنها مكتب عقار مؤتمن ويتحمل دفع قيمتها هو بنفسه، اختار خيارا يضعهم في الميزان الإلهي في ميزان اليمين الغموس -لو افتروا- وما أدراك ما اليمين الغموس!
لقد اختار لهم خصما لا يطيقونه لو كانوا يرشدون إلا إذا كانوا متأكدين مما يدّعون، اختار الله خصما لهم، فويل لمن وقف وخصمه الله الذي لا يغيب عن علمه شيء في يوم لا أرضية فيه ولا عشيرة ولا إخوان ينصرونه؛ بل؛ يوم "يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه"، لجأ إلى الله نعم المولى ونعم الوكيل، وهم وما يختارون لأنفسهم.
لله درك يا شيخ ؛ ما أكرمك وما أنبل أصلك، وما أشد تدينك، وما أشد حرصك أن لا تراق قطرة دم بسببك.
بوركت يا بن عمر.
من صفحة الكاتب على إكس