تمثل قرارات البنك المركزي في عدن انتصاراً لأول مرة نشعر به، ونرى كمواطنين أن الشرعية لديها من وسائل الضغط وخوض الحرب ضد الجماعة الحوثية الإرهابية ما يعجّل بتهاوي وسقوط هذه الجماعة، وعلى الرغم أننا لا نعرف مدى تأثير هذه القرارات إلا أن الشعور الذي تملكنا بأن هناك جدية حقيقية تمارس ضد هذه الجماعة يعتبر انتصاراً هتفنا له.
الشرعية تمتلك الكثير من وسائل الضغط وتمتلك الحق الشرعي في استخدام هذه الوسائل، بالتوازي مع العمل العسكري في كل الجبهات القتالية، لو أن لها منذ بداية الحرب شعوراً بالمسؤولية لكان الأمر مختلفاً الآن تماماً ولكانت صنعاء قد تحررت واندثرت الجماعة الحوثية.
الشعور بالانتصار الذي ساد في وسائل التواصل الاجتماعي كان في المناطق الشمالية أكثر مما هو عليه في المناطق المحررة، هذا يشير إلى أن الناس في مناطق سيطرة الحوثي تواقة إلى ما يشعرها بفرح ولو بسيط ترى من خلاله أن هناك إمكانية للضغط على الحوثية لفك حصارها من على رقاب الناس وأموالهم وطعامهم، وأن هناك قدرة على تحقيق الانتصار بمختلف الوسائل.
بنك عدن المركزي خلق شعوراً بالانتصار والأمل وهذا شيء جيد، ولكن لا بد أن تكتمل العملية وأن تستمر حالة تجفيف منابع تغذية الإرهاب الحوثي وتزويده بالأموال لتحريك مقاتليه لقتل اليمنيين والاستيلاء على حقوقهم، من المهم أن يكون هناك إجراءات مدروسة وناجعة لها التأثير السريع والكبير على لوي ذراع الحوثية الإرهابية وإخضاعها.
كل الناس في المناطق التي تسيطر عليها المليشيا الحوثية نظرت إلى قرار البنك نظرة انتصار وأمل كبير وليس صراعا بين بنكين، هي تدرك أن الحوثي نهب بنك صنعاء وكل الإيرادات وامتنع عن صرف المرتبات وتلبية الاحتياجات الإنسانية البسيطة، هي تعرف أن الحوثي أوقف دور البنك في حفظ الإيرادات بعد ان حولها إلى بدرومات ومخازن خاصة به، فالطبيعي أن يكون قرار البنك قرار نصر لا بد ان تستكمل كل خطواته ليصبح نصراً مكتملاً.
نريد المزيد من الخطوات، نريد أن نرى حالة الارتباك في الوجوه الحوثية بعد أن أصابها غرور القوة والعظمة، نريد أن نرى أن هناك دولة وشرعية حملت على عاتقها مسؤولية تحرير الشمال واستعادة صنعاء، وصدقوني أن كل الشمال تواق لأن يتحرر ويستعيد صنعاء ودولته وحريته.