محمد عبدالرحمن
الموقف الحوثي من رفع العقوبات الأممية عن الرئيس الأسبق ونجله
في بيان بثه موقع أخبار الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أعلن مجلس الأمن الدولي رفع العقوبات عن الرئيس الأسبق الشهيد علي عبدالله صالح ونجله أحمد، بعد سنوات من فرضها جراء دعاوى سياسية كيدية آنذاك، وبعد إعلان رفع العقوبات بدت مظاهر الفرح لدى الناس وأُطلقت الألعاب النارية وانهالت التهاني والمباركة تنهمر على السفير أحمد، واستبشر الجميع بفصل جديد قد تكون اليمن مقبلة عليه، يكون أحمد علي عبدالله صالح أحد أركانه وصانعيه.
الموقف الحوثي من رفع العقوبات ليس واضحاً حتى الآن بشكل رسمي، لكن الآلة الإعلامية تكشف أن هناك حالة من التخوف والترقب، فبدأت وسائل الإعلام الحوثية من التقليل بل والسخرية من رفع العقوبات واستهداف شخص أحمد من أجل أن تكون الصورة مشوشة لدى الناس، وهذا يكشف أن الحوثي فعلاً لديه تخوفات كبيرة من عودة نجل الرئيس الأسبق للعمل السياسي، لأن الحاضنة الشعبية التي يمتلكها حزب المؤتمر لا تزال تنتظر عودته وتعتبره رجل المهام الكبيرة.
الحوثي يشدد الخناق على قيادات المؤتمر في صنعاء، بل وتعمد انتهاج سياسة الإقصاء لكل كوادر الحزب في مؤسسات الدولة دون استثناء، حتى تكونت صورة لدى الناس أن الحوثي هو الكيان الوحيد ولا يوجد منافسة حقيقية له من المكونات السياسية الأخرى، وبرفع العقوبات عن أحمد علي سيرتفع منسوب الأمل لدى الجماهير بوجود منافس حقيقي يمتلك قوة جماهيرية تمكنه من كبح جماح الحوثي في الشمال.
يعتقد الحوثي حتى الآن أن الشمال أصبح ملكية خاصة لا منازع له، بل وتمتد أطماعه نحو الجنوب ومأرب، هذا لأن المعارضة في صنعاء لنهج وسياسات الحوثي منعدمة، حيث إن المكونات السياسية منكفئة على نفسها، وفي وقت تعيش المنطقة ظروفاً بالغة التعقيد يكون الحوثي أحد فواعلها تحركه الأجندة الإيرانية، يأتي من يعيد للشمال بعض الأمل في إحياء روح التنوع السياسي الذي قد يعيد للحوثي بعض الحسابات، وتعرفه أن السيطرة على الشمال والانفراد به غير ممكن، فالأطراف الأخرى لا تزال تملك الكثير من الأدوات التي تجبره على التنازل واستعادة الدولة والجمهورية.
كان بقاء العقوبات الأممية على نجل الرئيس لأسبق أحمد يمثل مصلحة حوثية بدرجة شديدة، لأن عودته للعمل السياسي يخلق وضعاً غير سوي في مناطق سيطرة هذه المليشيا، بالإضافة إلى أنه يزيح عن قواعد المؤتمر الشعبي العام حالة السبات القهرية إعادتهم إلى مبادئهم الجمهورية ومبادئ التعايش المشترك والديمقراطية، وهذا يفقد الحوثي الكثير من الكوادر التي كانت قد تماهت معه عنوة بسبب الحالة الأمنية المشددة المفروضة على الشمال اليمني.