محمد عبدالرحمن
الحوثي كأداة .. هل حققت الصهيونية هدفها في اليمن ؟
منذ سنوات واسرائيل تكثف جهودها لتفكيك المنطقه وتحلم بالتوسع وانهاء القضية الفلسطينية، استخدمت كل الأساليب والأدوات لتنفيذ مخططها، ومن أجل أن نستوعب أكثر عن الاساليب التي استخدمتها الصهيونية، يجب أن ندرك أن إيران وأذرعها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا تمثل الأداة الأفضل التي خدمت إسرائيل في تنفيذ خططها وسياساتها في المنطقه سواء عن وعي وإدراك أو عن جهل، فمهما كانت الخطابات المناهظة لاسرائيل والتي لا تفارق أفواه قادة إيران وميليشياتها فهي لا تمثل عداءً ولا تعبر عن نوايا حقيقية تجاه هذا الكيان.
في اليمن على سبيل المثال لا يمر أسبوع واحد إلا ونسمع خطاب للحوثي يكشف ويحذر من إسرائيل ويسرد كل أفعالها المشينة، بل إن الصواريخ التي يطلقها على الكيان على الرغم من عدمية نتائجها، إلا أنه يعتبرها اسلوب لمواجهة هذا الكيان وإسناد لغزة، ولكن دعونا نسكتشف الحقيقه ونوضحها أكثر بعيداً عن ضجيج الشعارات والخطابات الجوفاء التي يثير الحوثي بها كثير من الإزعاج الممل والضرر العميق في جسد الامة.
يقول الحوثي أن اسرائيل تريد تفكيك اليمن، وعندما ننظر الى الواقع نجد أن أساليب الحوثية وأهدافها تنفذ هذا الهدف وتعمل جاهدة لتفكيك اليمن، فاسقاطها للدولة وزرع عوامل تقسيم اليمن الى كيتونات صغيرة تحقق ذلك، فالسياسة الحوثية تعمل ليل نهار على فصل الشمال عن الجنوب سياسيا واقتصادياً وبث خطاب الكراهية تجاه أبناء الجنوب والمناطق المحررة باعتبارهم حسب قولها مرتزقه وتارة باعتبارهم أبناء الأغيار في إشارة إلى سحنة وجوه الجنوبيين السمراء. إذًا من يسعى الى تنفيذ أجندة الصهيونية ..أليس هو الحوثي !؟
يقول الحوثي أن إسرائيل تبث نار الفتنة الطائفية في اليمن، وعندما ننظر إلى الواقع نجد أن السياسة الحوثية في جوهرها بُعد طائفي، فالمساجد في مناطق سيطرتها استولت عليها وفرضت فيها خطابها وفكرها وأستبعدت أحقية بقية الطوائف، بل أنها عمدت إلى أن يتولى مسؤولية المناصب العليا من طائفتها، وفرضت ايدولوجيتها بالقوة على المجتمع في المدارس والجامعات ومختلف المجالات، وتسعى دوماً إلى شيطنة الطوائف الأخرى.. أليس الحوثي من ينفذ الأجندة الصهيونية في اليمن!؟
يقول الحوثي أن اسرائيل لا تريد أن نتقدم علمياً، وعندما ننظر الى الواقع نجد أن السياسة الحوثية تقوم على نهج تدمير التعليم في اليمن وتحويله إلى تعليم طائفي محصور في كيفية إخضاع العقول لقبول عبدالملك الحوثي حاكماً بأمر من الله، كما نجد أن هدم التعليم وضربه قيمته وهدم صورة المعلم يعتبر استراتيجيه ينفذها الحوثي بكل الوسائل، فعندما نرى مئات الآلاف من الطلاب لا يذهبون للمدارس ولا يعرفون القراءة والكتابة نعرف أن الحوثية تريدهم كأشخاص مقاتلين معها في المستقبل، مستغلة ظروفهم وحاجتهم المادية وجهلهم بأمور دينهم ودنياهم.. أليس الحوثي هو من يخدم الصهيونية في تدمير التعليم !؟
يقول الحوثي إن إسرائيل لا تسعى إلى استقرار الدول العربية ومنها اليمن، وعندما ننظر إلى الواقع نجد أن السياسة الحوثية تقوم على اشعال الحروب وهدم مؤسسات الدولة وتهديد دول الجوار وضرب الأمن والاستقرار في باب المندب واستعداء العالم ضد اليمن، وهنا نجد الحوثي الأداة الصهيونية التي تخدم أجندتها في اليمن ولا يزال يمارس بكل شجاعة تنفيذ تلك الأهداف، وأما الشعارات المعادية فهي مجرد ضجيج ضمن وسائل الدعاية الإعلامية، الحوثي هو واحد من محور إيران الذي يحمل نفس الهدف في خدمة الصهيونية في العراق ولبنان وكل المنطقة.