همدان العليي

همدان العليي

تابعنى على

الشهيد صالح.. بين الشجاعة والتشويه

منذ 8 ساعات و 51 دقيقة

يحرص البعض، سواءً في مناطق سيطرة الحوثي أو خارجها، على استخدام عبارة "هروب" الشهيد علي عبدالله صالح، في محاولة لتجريده من صفة الشجاعة ووصمه بالجبن. مع أنهم يعلمون جيداً أنه رفض مغادرة منزله رغم الوساطات والعروض المتكررة، وعندما قرر الانتقال كان إلى منزله الآخر في مسقط رأسه، ليستمر في المقاومة ويسهم في قيادة الانتفاضة الشعبية في المحافظات.

في عام 2018 تقريبًا، التقيت وبعض الزملاء بنائب الرئيس السابق علي محسن الأحمر، وأخبرنا بنفسه أنهم عرضوا على الشهيد مغادرة صنعاء في وقت مبكر، لكنه رفض ذلك وقرر المواجهة.

الحقيقة أن الذين يصرون على نعته بالهارب، إما هاربون من الحوثيين وقد استقروا في المناطق المحررة أو خارج اليمن، أو ربما يعيشون تحت سلطتهم ولا يجرؤون على توجيه انتقاد واحد لهم، أي أنهم يهربون من المواجهة (ولا ألومهم في ذلك). أما النوع الثالث فهم الحوثيون أنفسهم، الذين لا يطيقون أن يوصف أي يمني بالبطولة، فيحرصون دائماً على سحق الشخصية اليمنية التي تواجههم والحط من مكانتها وقدرها وهذا ما يتعرض له كل يمني حر من هذه السلالة. يفعلون ذلك رغم أن قيادات عصابة الحوثي -في أوقات الحرب- تهرب وتختبئ بين النساء والأطفال وتتخذهم دروعاً بشرية، وهذا معروف للقاصي والداني. زعيمهم وملهمهم نفسه أمضى حياته كلها يختبئ كالجرذ، لا يعرف البطولة إلا خلف الجدران وعدسات الكاميرا تحت الأرض، بينما يدفع بآلاف المغرر بهم إلى الموت دفاعا عن حلمه السلالي.. ومن السخيف أن يأتي أنصاره ليحدثونا عن الشجاعة.

إن كان ما فعله الشهيد علي عبدالله صالح يُعد جبناً، فكلنا جبناء، لأننا جميعاً هربنا أو نحاول الهروب من خسة وغدر هذه العصابة السلالية العنصرية وجرمها وقبحها. 

*من صفحته على فيسبوك