عبدالوهاب قطران

عبدالوهاب قطران

شعلة سبتمبر تتقد رغم السجون والملاحقات

منذ ساعة و 34 دقيقة

كلما زاد القمع والتنكيل والملاحقات، والهنجمة والنخيط، والاستخفاف بالشعب لمنعه من الاحتفال بعيد الأعياد، ذكرى ثورة 26 سبتمبر العظيمة… أحييتم روح العناد والإصرار والتحدي في قلوب الناس على إحياء هذه المناسبة الخالدة.

لقد جعل الحظر والمنع الأجيال الجديدة الصاعدة، التي لم تعرف الكثير عن سبتمبر، والثورة والجمهورية، والوحدة، تتمسك بالثورة والجمهورية والوحدة أكثر.

ذهلت البارحة حين شاهدت إعجابًا باسم عبد الرحمن عارف، ابن أخي السجين عارف قطران، على أحد منشوراتي. وهو من مواليد 2008م. أقسم بشرفي أنني تفاجأت بقراره إنشاء صفحة على فيسبوك، وتفاجأت أكثر بما كتب. ولا أملك إلا أن أحترم قراره وإرادته، وهو يرى أباه وأخاه رهن الغياب خلف الشمس، دون جرم ارتكباه، ودون أي مسوغ قانوني… بينما الجوع يلسع أسرته.

دخلت صفحته، فوجدته، رغم حداثة سنه، قد كتب منشورًا ناريًا غاضبًا بسبب اعتقال أبيه وأخيه من وسط بيتنا في همدان، فقط لأنهم يبيتوا نية  الاحتفال بسبتمبر!!

ورغم أن الأسرة تكابد ظروفًا اقتصادية قاسية، حتى إنها لم تستطع دفع القسط الشهري للطفلين خطاب (مواليد 2017م) ومريم لمدرستهما الحكومية، بعد خصخصة التعليم تحت مسمى "المساهمة المجتمعية"، فإن الاعتقال لم يكسر إرادته.

فقد أنشأ بالأمس صفحة فيسبوك، وشارك أخاه خطاب بإيقاد شعلة سبتمبر مساء أمس على سطح الخزان بقرية الجاهلية في همدان!

وصوّر فيديو للشعلة مع أغنية توقدي ونشره بصفحته، لكنه بحكم جهله بخاصية "العامة" جعل النشر محصورًا على صديقين فقط! ولذلك لم يشاهد الفيديو غيرهما… وهو ما ترونه في الصورة، ولولا ذلك لكنت قد شاركته بصفحتي.

ليعلم أصحاب الشأن أن المنع والحظر ليسا حلًا، وإنما يزيدان الشعب وأجياله الصاعدة تمسكًا بثورته الأم، وعشقًا للجمهورية، وعضًّا عليها بالنواجذ.

وقد تضامن مع عارف قطران ونجله عبدالسلام عدد من شباب قرية الجاهلية همدان، فأوقدوا شعلة سبتمبر مساء البارحة، رغم الاعتقالات والملاحقات والحظر.

كلما حظرتم الاحتفال بـ26 سبتمبر، أوقدتم شعلتها في قلوب الناشئة والأجيال الصاعدة، المقهورة المظلومة المستغلة، المحرومة من أبسط حقوقها الإنسانية.

وحسب ما نعلم، فقد بلغ عدد المعتقلين على ذمة الاحتفاء بسبتمبر من همدان عشرين مواطنًا، ومن خولان – من اليمانيتين – قرابة سبعين مواطنًا،

والعشرات حسب ما نشر من صنعاء وعمران وحجة والمحويت وإب وذمار. وكلهم تسمونهم "مزوّبعين".

بل وتمنعون حتى أهاليهم من زيارتهم!

لماذا ممنوع زيارتهم؟!

هل هم إرهابيون؟

هل هم مجرمون خطرون؟!

#الحرية_لكافة_معتقلي_ثورة_26_سبتمبر_المجيدة