صالح هبرة

صالح هبرة

تابعنى على

سياسات الحوثي تغرق اليمن في الدمار

منذ ساعة و 19 دقيقة

ألا يعد مشاركة في الجريمة عندما نطلق على العدو "مسيَّرة" ونثق أن ردة الفعل ستكون تدمير أحياء على ساكنيها من أهلنا؟

عندما نطلق صاروخًا أو مسيرة "نصرة لغزة"، ونحن على يقين أن عدونا سيرد علينا بقصف صنعاء وتُدمَّر أحياء بأكملها، ويُدفن المئات من المواطنين تحت الأنقاض، فيما نحن نعاني من نقص الأدوية، وقلّة المستشفيات، وانعدام سيارات الإسعاف، وعدم وجود فرق إنقاذ أو ملاجئ، وعجز السلطة على إعادة إعمار ما هدم من مساكن الفقراء والمعدمين.

ألا يعدّ هذا مشاركة في جريمة تدمير بلدنا وقتل أهلنا؟

لم نخفِ ألمنا على دماء أبناء شعبنا، وعلى مقدرات وطننا، فقلوبنا تقطر دمًا عندما نسمع هدير الطائرات وهي تستهدف بلدنا وتدفن أهلينا تحت الأنقاض .ولا تقدر السلطة على حمايتهم بل ولا على حماية نفسها.

إن تدمير منازل المواطنين ومقارّ الدولة، والمؤسسات الحكومية والخدمية، وقتل الكوادر الوطنية، يعني القضاء على اليمن ومستقبله، والعودة به إلى ما قبل مائة عام.

وبالتالي، لم يعد أمام اليمنيين إلا البحث عن بلد آخر يهاجرون إليه ليعيشوا فيه، فاليمن لم تعد صالحة للحياة.

كيف يمكن للشعب أن يعيش تحت القصف وهو يعاني حتى من انقطاع الرواتب، وإغلاق المطارات، والمنافذ البرية والبحرية؟

لو عايَشَ الواقع من نسمعهم يطبلون لليمنيين ما قبلوا به لأنفسهم لأسبوع واحد.

 ما يعني أن على المعنيين أن يراجعوا مواقفهم، ويدرسوا سياساتهم جيدًا، فمواقفهم بهذه الطريقة لن تُغيّر شيئًا في موقف إسرائيل تجاه فلسطين، بل تُدمّر اليمن وتلحقه بغزة، دون أن تخفف عن أبناء غزة شيئًا.

اليمن غارق في مشكلاته، منقسم على ذاته، وعاجز حتى عن الدفاع عن نفسه فكيف له أن يجبر إسرائيل على تغيير موقفها.

لهذا، لا يُنظر إلى هذه المواقف إلا كتصرفات غير ناضجة، تصرفات من لا يكترث لأوجاع ومعاناة الشعب.

ولا يعني ذلك أن نتخلى عن مناصرة غزة إنما وفق ما تسمح به ظروفنا  وواقعنا ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك