بشرى عبدالله

بشرى عبدالله

تابعنى على

حين يكون الوعي عبئاً!

منذ ساعتان و 45 دقيقة

خطأ أجيالنا أو على الأقل الأشخاص الذين كبروا مع الكتب والموسيقى والروايات والكتب الفلسفية أنهم رفعوا مستوى توقعاتهم وخيالاتهم عاليًا، حتى أضحوا يبحثون عن إعادة توطين لما تعاظم في داخلهم وظلوا لسنوات يتمنون عيشة بطريقة أو بأخرى.

لم تكن السنوات الماضية فيها ما يشجع على فكرة الاختلاء بالكتب والموسيقى، لقد كان مجرد هدوء مزيف، لكننا ظننا أنه بإمكاننا خلق مرحلة يكون بوسعنا خلق وعي مغاير، بناء إنسان واعٍ وحقيقي.

لقد كنا نعرف جيدًا حالة العطب النفسي والعقلي وتدني النضج فيمن حولنا، كان له حدود ونظن أن الكثيرين نجوا منه، لكن كلما تعمقنا أكثر في تعاملنا مع الآخرين ندرك أننا نواجه مأزقاً حقيقياً، ليس أمامه إلا الاستسلام، منظومة معطوبة على مدى عقود عملت على تخليق أجيال لن تستطيع من بينها إخراج أناس ناضجين وواعين إلا قلة ومعدودة جدًا، 

أننا ننتكس أكثر كلما اختلطنا بالآخرين وتوهمنا أن هناك أشياء مشجعة، أننا نتخلى بشكل إرادي عن طموحنا العالي وتصوراتنا المثالية لكي نجد الحد الأدنى من الأشياء الطبيعية لكننا لا نجد،

ماذا عملوا بنا؟

أننا نفضل العيش بعزلة على هذا التعايش المرهق، والتآلف الخادع. 

تخيل وأنت تدور في هكذا عزلة قاسية وترى أشياء مخيفة من حولك، دائرتك القريبة، بلادك، وتبحث عن الحقيقي والطبيعي ولا تجد نسقاً جيداً لتبني عليه للغد، وفي ذات الوقت تبحث عن تأمين ما عجزت بلادك عن توفيره لك: صحة، وظيفة جيدة، مسكن آمن، حياة طبيعية.

على هامش وقوفك أمام حالة الفشل الجماعية التي ترمي بظلالها عليك وكأنها أحداث وهموم شخصية عليك مواجهتها لوحدك، تفكر إلى متى سيظل كل هذا، لا في العمر متسع للانتظار أو التصحيح، لقد أضعنا أجمل أيام العمر لنضمن لمجموعات مرتزقة تأمين سنواتها ومستقبلها ومستقبل أولادهم لعقود قادمة.

من صفحة الكاتبة على الفيسبوك