خالد سلمان
البركاني في عدن: قراءة في توقيت ودلالات اللقاء مع الزُبيدي
التقى اليوم في عدن عيدروس الزُبيدي سلطان البركاني، في خطوة تثير الأسئلة حول طبيعة هذا اللقاء، ليس من زاوية القضايا التي بحثها وحسب، بل من حيث الدلالات التي حملها، والتوقيت المتسم بحساسية بالغة.
البركاني، رئيس مجلس النواب المُعمَّر، هو من أشد الصقور وصاحب النبرة العالية بين تجمعات العداء للانتقالي، والأكثر ضدّية وتصلباً تجاه القضية الجنوبية، ومع ذلك فإن هذا اللقاء تمّت إحاطته بالغموض السياسي، والتكهنات حول البعد والدلالة.
قطعاً لا يُنظر لهذا الاجتماع من موقع البروتوكول، كرئيس برلمان يلتقي بنائب رئيس مجلس رئاسي، فالحقيقة أن عيدروس التقاه بصفته رئيساً للمجلس الانتقالي، وحين يكون البركاني الصاخب هو الطرف الآخر، فإننا أمام تفسيرات شتى، أهمها أن توجيهات تم إيصالها لرئيس البرلمان بالتعاطي مع مجريات الأحداث الأخيرة من موقع الواقعية السياسية، والتسليم بالمتغيرات لجهة نشر القوات الجنوبية، والمدى الذي وصلت إليه القضية الجنوبية.
لا يمكن القول إن البركاني سيخطو مثل تلك الخطوة بقرار ذاتي مستقل، لأنه يعرف جيداً تبعاتها، ما لم يكن محمياً ومغطى إقليمياً، تقيه شظايا اللقاء، وتحصنه من الخسائر بين أوساط حاضنته الحزبية وخصومه.
هل قفز البرلماني القيادي المتمرس من القارب، وذهب في خطوة تقاربية لحماية مصالحه، والتقليل من كلفة التطورات؟ وهل قُرئت الرسالة ببعدها الإقليمي كما يجب؟
ربما نعم، ومع ذلك فإن اللقاء بحد ذاته نقطة فارقة تُحسب للانتقالي في فرض معطيات جديدة على الأرض، دفعت خصومه المتشددين إلى الانفتاح على مشروعه، خارج تشنجات سابق خطاباتهم ومواقفهم العدائية.
في هذا اللقاء، فتّش عن البصمة الإقليمية، فليس مثل البركاني من يتخطى حساسية مثل تلك الحسابات ويغامر منفرداً.
من صفحة الكاتب على إكس
>
