اليمن شعب ممزق، لايمكن أن يتم تقطيعه إلى أوصال صغيرة مستقلة بذاتها، وأيضا من المحال أن يبقى قطعة واحدة ذات لون واحد.
هو بحاجة لكي يستقر إلى "دولة ترقيعية" الرئيس الراحل علي عبد الله صالح كان أكبر "مرقع" عرفته اليمن في عصرها الحديث، ولذلك نجح في تحقق بعض الاستقرار النسبي في عهده.
الجماعات الدينية كانت سنية كالإخوان والسلفيين أو شيعية صوفية أو زيدية، هي جماعات تمزيقية بامتياز، لا تجيد إلا المزيد من تمزيق وتقطيع أوصال الشعب، ولن يهدأ لها بال حتى تتمكن من تقطيعه إلى أجزاء صغيرة غير قابلة للحياة.
هادي على رغم أنه أمضى من عمره أكثر من ثلاثين سنة في العاصمة صنعاء، إلا أنه وصل إلى كرسي الرئاسة، هو لايزال مشدودا إلى أحقاده المناطقية والشخصية، وعلى ذلك النحو تمضي تلك الكيانات القومية الحليفة له في الوقت الراهن مع أنها ترفع شعارات قومية وأممية لغرض إخفاء حقيقتها الكامنة تحت تلك الشعارات الفضفاضة ولخداع أكبر قدر ممكن من الضحايا لبعض الوقت ليس إلا.
لم يعد هناك أمام اليمنيين غير التمسك بما تبقى من المؤتمر الشعبي العام ك"مكنة" وطنية ١٠٠ بالمائة لترقيع الشروخ والانقسامات التي أصابت النسيج الاجتماعي، والتي يسعى العدوان الخارجي إلى تعميقها بكل ما أوتي من قوة للدفع بالبلد إلى حروب أهلية طويلة ليس لها نهاية.
يجدر بالمؤتمر، وعلى الأخص ذلك الجزء المهم منه المتبقي في صنعاء، أن يسارع إلى بلورة مشروع وطني خالص، يضع الخطوط العريضة لإطلاق عملية سياسية واجتماعية كبيرة لإعادة لملمة شمل أبناء اليمن من جديد، وقيادة البلد نحو الخروج من عنق الزجاجة.
يحتاج المؤتمر لكي ينجح في تلك المهمة إلى إدارة فاعلة، قادرة على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع الأساسية والفاعلة، وآلة إعلامية قادرة على إيصال رسالها التعبوية إلى غالبية أبناء اليمن...