محد ربشني في الدنيا مثلما ربشوني الإخوان بصراحة وليش الكذب.
تربشني تناقضاتهم وتقلبات وجوههم وآرائهم ومواقفهم التي يقومون بها في خدمة أفكارهم ومشاريعهم، ومابلا قولهم والا قولهم، وإلا أنت بطال.
ومن جهلي عموماً والإخوان يربشوني مش من اليوم. وهدارهم من زمان مايعجبنيش حتى لو كان بينه جوائز، ولا أصدق أي كلام يقولوه عن الصدق، ولا أتفاعل مع أي شي يقولوه عن سعادة الإنسان، لأنهم يكذبون ولاعندهم ذرة إحساس بالحياة أو بالناس.
وعلى قدر الفرص الوفيرة التي اتيحت للإخوان لتطوير الإنسان وإسعاده في مجتمعاتهم المحلية ، ولاعملوا لمجتمعاتهم حتى فسيسة سعادة ، وهم يشعرون أساسا بأن وظيفتهم في الحياة أن يربشونا وان يكدروا علينا حياتنا قدر المستطاع.
واسألكم بالله قولوا لي ايش قدم الاخوان لمجتمعاتهم المحلية إلى اليوم غير التطرف والضجر والمكارحة وطولة اللسان.. واشتي أذكر شيء واحد بهيج عملوه للناس ومش ملاقي بصراحة.
ربشوا التعليم وخلوا المدارس نشاط خيري ولاخلونا نتهنى بالسينما ولا خلونا نتهنى بحصص الرسم والموسيقى ولا خلونا نتهنى برحلاتنا الجامعية ولا خلونا نتهنى بالأغاني ولا خلونا نرقص، ولا خلوا لنا مسرح وحتى قصص ميكي ماوس شلوها علينا من المكتبات وادوا لنا بدالهن كتيبات عذاب القبر عشان نشتحط لما يجي لنا الشجاع الأقرع..
ولما تدخل معاهم في مشروع، ياساتر كيف يعصدوك وكيف يغالطوك وكيف يربشوك، وفي النهاية يقرحوك جو وهم يقولوا لك: اتقي الله!
ظلوا طيلة 33 سنة يقولوا لنا إن «عفاش» هو أحسن واحد، وهو القوي الأمين، ولما كنا نعارضهم على ذلك كانوا يشتمونا وقالوا بأننا نعمل ضد الوطن، وصدقهم الناس.
وشفنا إخوان قطر الآن وهم يشتمون التحالف الذي باركوه..
في 2011 اختلف عليهم المرقد وخرجوا إلى الشوارع ليقولوا لنا بأن عفاش مش كويس، وبأن صحبته بطالة وصعلكة ينبغي القضاء عليها، وهم كانوا سراويله الوسخة، وصابونته التي يغتسل بها من ادرانه، وصدقهم الناس.
أثناء ثورة الشبان، سرقوا حلم الغلابى ولا قبلوا أحد جنبهم في الميدان، ولما انتقدناهم شتمونا وسبونا واتهمونا بكل خبيث، وقالوا بأننا عملاء ضد الثورة وضد إرادة الشعب وصدقهم الناس.
جاءت المبادرة الخليجية ورفضناها كشبان وقال لنا الإخوان بأنها الحل لإنقاذ اليمن، وتقاسموا غنيمة السلطة هم والمشترك مع حزب عفاش، ولما رفضنا التسوية شتمونا في كل محفل وقالوا إننا عيال سوق ونعمل ضد الوطن، وصدقهم الناس.
ولما اقتحمت مليشيا الحوثيين العاصمة صنعاء كان الإخوان المسلمون أول من باركوا اتفاق السلم والشراكة ووقعوا عليه، ولما قوى عود الحوثيين بعد الانقلاب وسيطروا على صنعاء فروا إلى السعودية، وقالوا بأن الحوثيين أعداء الوطن وطالبوا الشعب بمواجهتهم، وقال لنا الإخوان بأن السعودية والتحالف العربي حبوبين وعيال ناس جو يخلصوا اليمن من المد الإيراني، وصدقهم الناس!
وبدلاً من أن يواجه الإخوان سلطة الحوثيين بخطاب يناسب قناعات الناس ضد سلطة الانقلاب المليشاوية، خرجوا لنا هم الآخرين بمليشيات مشابهة وبخطاب سمج مكنوناً عبره «هولا عيال المتعة، هولا الروافض، هولا المجوس»، وقالوا للناس إن ذلك هو الخطاب الأمثل لمواجهة الانقلاب.
وفي كل شبر يتحرر في البلد من سطوة الحوثيين يتحول بفضل جشع الإخوان وتهافتهم وطريقتهم ذاتها في الأداء إلى صورة أخرى مشابهة لسلطة الانقلابيين وهم والحوثيين جحرين بلباس.
الآن الإخوان حانبين في زوتهم يكيلون الأمور بمكيالين وشفنا إخوان قطر الآن وهم يشتمون التحالف الذي باركوه، وصاروا بقدرة قادر يحصون أخطاءه، ومن صبح الله وحتى المغيب وهم متعسكرين في قنواتهم وفي وسائل التواصل الاجتماعي في مهمة جديدة هذه المرة لمهاجمة الإمارات بوصفها المحتل الأكبر لليمن، ولكن الآن ماعد أحد يصدقهم لأن الإمارات أصغر من أن تحتل اليمن، والإخوان يهاجموها بهذه الضراوة مش لأنهم ضد العدوان الذي دمر البنية التحتية للبلد، ولكن لأن الإمارات لا تطيق الإخوان وتعرف ما الذي يريدونه بالضبط.
واحنا كمواطنين يمنيين لما نسأل الآن، مثلاً، ما الذي يريده الأخوان بالضبط بعد أن كانوا هم السلطة وهم الثورة الشبابية وهم في الجيش وهم في القبيلة وفي كل زوة من البلد؟ لا يقولون لنا ما الذي يريدوه؟ ولا عندهم استعداد يوضحوا لنا، ولا عندهم استعداد يكونوا مواطنين يمنيين يدافعون عن الدولة وعن مؤسسات الدولة وعن حاجة الناس إلى جيش عقيدته الوطن مش زعطان وفلتان، وإلى مجتمع مدني متآلف ومتعايش ومتخلص من تفاهات مراقبة العورات، وفي كل تصرفاتهم يخلونا نصل دائماً إلى قناعة واحدة، إنهم والحوثيين جحرين بلباس.
مشوار الحياة مع أي جماعة دينية عادة ما يكون ثقيل وممل ومليء بالكذب وبالخرافات، ولكنه مع الإخوان، إضافة إلى كل ذلك، يكون مشواراً مليئاً بالمقالب التي تطرحك أرضاً وتخليك بين الناس تايه ومغبون ومحتار ومش عارف هولا الجن مايشتوا بالضبط؟!
* من صفحة الكاتب بالفيسبوك