شهران وبضعة أيام فقط منذ وصول المحافظ الجديد لتعز الدكتور أمين أحمد محمود، إلى المحافظة وممارسة مهامه منها، حيث جاء في مرحلة صعبة وأمامه من التحديات الكثير ليجد نفسه في مواجهة تركة ثقيلة خلفها له المحافظ السابق.
تحديات التحرير والانفلات الأمني وصرف الرواتب واستعادة وتفعيل الموسسات وإصلاح الاختلال الإداري فيها وإعادة الخدمات العامة، تلك أبرز التحديات التي وقفت في وجه المحافظ الذي جاء للتو إلى محافظته متحررا من ضيق الانتماءات وقصر الرؤية، ومستندا على خبرة إدارية ورصيد وطني وقبول مجتمعي وشخصية قوية صاحبة قرار، وتلك أهم مميزات الرجل الذي سار عكس تيار مسؤولي اليوم دشنوا منذ بدء الحرب "موسم الهجرة إلى الرياض" ليأتي هو، وعلى غير عادتهم، من كندا إلى أكثر مناطق اليمن اشتعالا واكتواء بنار الحرب وآثارها.
منذ البدء اختار الرجل أن يكون قريبًا من الجميع ليعمل مع الجميع ولمصلحة الجميع، وبدأ العمل بصمت داعيًا الجميع للالتفاف حول المشروع الوطني المتمثل باستعادة الدولة ودحر الانقلاب، وهي القضية الكبرى التي يجب أن يلتف حولها الجميع باختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية.
لحسابات سياسية ضيقة بدأ خطاب التحريض يستهدف المحافظ الجديد، وانعكس هذا الخطاب على سلوكيات وصلت حد اقتحام مبنى المحافظة المؤقت من قبل عدد من المسلحين، لتبدأ مرحلة التخوين واختلاق الخصومات في محاولة من أصحابها لإضعاف الجبهة التعزية التي يقودها المحافظ، ولتبدأ مرحلة الإشاعات الكاذبة التي تخاطب عواطف الناس وتحجب عيونهم وقلوبهم عن رؤية الواقع وتمثلت أبرز هذه الإشاعات بحكاية "طارق" وهي إشاعة جاءت للنيل من جهود المحافظ والحكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي لاستكمال معركة التحرير واستعادة المؤسسات، فإشاعة "طارق" جاءت بالتحديد كرد على زيارة قيادة التحالف العربي إلى تعز، وهو ما أزعج أحد الأطراف التي وقفت خلف الإشاعة والتحريض.
المحافظ، الذي ظل يعمل بصمت ويحقق نجاحات ملموسة لمسها المواطن - وفي مقدمتها انتظام صرف الرواتب وإعادة تنظيم الهيكل الإداري للمحافظة والخطة الأمنية وغيرها - وجد نفسه في لحظة مكاشفة أمام المواطنين من أبناء المحافظة من خلال خطابه الذي جاء بمثابة خطاب مكاشفة وجرد حساب لما تم تحقيقه وما يجري العمل حاليا وما سيتم إنجازه لاحقا، داعيًا الجميع للوقوف خلف المشروع الوطني في مواجهة الانقلاب ومعه من يريد خلق حالة من العداء مع دول التحالف العربي يستفيد منها الانقلابيون وتجار الحروب ويكون ضحيتها المواطن والوطن.
على الجميع الالتفاف حول المحافظ ومشروع التحرير واستعادة الدولة وتغليب المصلحة الوطنية ومصلحة تعز على ما سواها، وبدون ذلك لن تبتسم الأرض ولا الإنسان.
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك