فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

جائزة نوبل للمحارشة

Monday 23 April 2018 الساعة 08:10 am

لاتستطيع توكل كرمان أن تنام من دون أن يكون لديها في الحياة غريم تبطح أبوه. 
مرة رقدت ومافيش معاها غريم، بكرت المسكينة في الصباح وجسمها كله يحك. وكسر راسها، طبعا، إذا مافيش ناس يتلابجوا في الحياة، يخترط وزنها، وطباعها تتغير ومزاجها يصبح حادا، وموظفوها طول اليوم يجلسوا يدورا لها الحرشات من الجن. وهي إن لم تحرش بين الناس عموما تحرش بين الأنضمة، تحرش بين الشمال والجنوب، وتحشر أنفها باستمرار في أمور سياسية خائبة وكأنها ناوية أن تدمر تمامًا سمعة نوبل، هاذاك المسكين الذي أراد أن يكفر عن خطيئة البارود بجائزة للسلام نالتها وهو في قبره امرأة فارغة مسحت بأم السلام وأم نوبل البلاط.

السلام على طريقة توكل، هو أن يكون هناك دائمًا ملابيج وغريم. توكل لا تقاوم العنف، ولا تغارم الأفكار والممارسات التي تهتك الإنسان أيا كان جنسه أو أصله أو معتقده، وهي بالنسبة لنا في اليمن جزء من الحرب وليست جزءًا من السلام.

توكل تدير بأموال قطرية خطابا سياسيا لايدعم السلام ولايتبنى المصلحة العامة، وتطعفر الأموال في سبيل خلق رأي عام لا يدعو إلى المحبة وإلى نبذ الكراهية والأحقاد وإلى لملمة الجروح والذهاب العصر بأقل الخسارات، ولديها خلية من الموظفين الاليكترونيين مهمتهم العامة مهاجمة كل شخص لايرحب بالسلام على طريقة توكل!
كل الذين فازوا بنوبل للسلام كانوا على خصومة مع الكراهية والأحقاد، إلا توكل عمومًا، السلام على طريقتها هو أن يظل الناس في حالة عداء مع الناس، وأن يكرهوا بعضهم، وعلى الرغم من أنها صاحبة السلام التي يفترض بها أن تتبنى رأيا عاما يدفع باتجاه إيقاف الحرب التي أهلكتنا، عادها اليوم جالسة تغشش الحوثيين يضربوا الإمارات بالصواريخ!
أحيانا أسأل نفسي: مالها هذه المرأة لا تشيع بين الناس خطابا ودودا؟ مالها لا تشجع المصلحة العامة؟ وأتذكر أساسا أن الهواية العامة أساسا عند توكل هي المحارشة، وقمة المحارشة، أن تكون الإمارات والسعودية في مشاكل مع قطر، وأن تكون تداعيات هذه المشكلة تؤثر على السلام في المنطقة، واحنا جزء من هذه المنطقة الملتهبة، وتوكل صاحبة السلام بدل ما تبرد قلب نوبل حتى بوطلتين سلام أجر عند الله وثواب، جالسة تحارش بين الناس وتوهف للحرب، ويا سلام سلم؟!