يبدو أن خطاب الكراهية والتشويه في الإعلام "الإخواني - الحوثي" عبر قنواتهم وناشطيهم اتسع وتشعب وانتشر بشكل واسع، وأصبح أهم أداة لهم تفي باستكمال أهداف مخططهم في تمزيق المجتمع والتحريض على الآخر، وبدا وكأن ناشطيهم في مواقع التواصل الاجتماعي وقنواتهم الإعلامية أعدت خطة لجعل رمضان موسما لتعميق وتجسيد خطابهم الإعلامي للصورة السلبية للعنف والتطرف والطائفية التي ظهرت جليةً على سلوكياتهم وتصرفاتهم اجتماعيا ونفسيا.
يربط المجتمع اليمني بين الكذب وقنوات الإخوان في اليمن، وبين الخرافة والتدليس والتضليل وبين إعلام الحوثيين، الذين يضللوا المجتمع بكل ما هو مزيف بغية استمرار التعمية على الشعب، وزرع الأفكار الدينية السياسية المنحرفة لكلا الطائفتين اللتين أودتا بالوطن والشعب إلى هذا الدمار الذي نعيشه والاقتتال الذي نعانيه بسبب فكرهم الإقصائي والشحن المذهبي المتطرف عبر ناشطي وقنوات الطرفين، ولا نبرئ بقية الأطراف في الساحة اليمنية التي أشعل ناشطوها حرب التهم المتبادلة والتخوين والتحقير للآخر.
ولأننا بلد ديمقراطي يقبل حق النقد ويسمح بالحرية الإعلامية على الأقل فيما مضى، فإننا كمجتمع نتقبل النقد وحرية الكلمة لكل طرف وفق برامجه السياسية الهادفة لا كما هو حاصل من إعلام تمزيقي للمجتمع، فالانتقائية في أبرز الموضوعات السياسية والدينية والمجتمعية التي غرضها فقط تشويه طرف من الأطراف لا تعد حرية صحفية بقدر ما تكون جريمة مرتكبة بحق الوطن والمواطن بزيادة منسوب الاحتقان وحالة الكراهية وتخدم من يسعى لاستمرارية سفك الدم وبقاء هذا الوضع الشاذ الذي يخلق حالة يأس عند الجمهور اليمني أو تعصبا للأفكار، مما يؤدي الى الانغلاق والشك بالآخر لينتهي بالعنف خاصة عند الطرف الذي يشعر بالتهميش والإقصاء السياسي والمادي والاجتماعي.
وحين نتأمل تبعية هذه القنوات وأولئك الناشطين ستجد أنها لأحزاب ذات طابع ديني –مذهبي تمجد شخوصهم وتتمسك بمصالحهم اكثر من تمجيدها وتمسكها بالوطن ، بل إن بعض أشباه الإعلاميين استثمر وجوده في هذه الوسائل لينشر اقبح المصطلحات مؤججاً بذلك النعرات وموسعاً للاختلاف وهو أمر يعكس صورة الواقع المزري والحقد الأعمى الذي يسود تلك الجماعات والمؤسسات الإعلامية التابعة لها من خلال خطابها التحريضي، بدلاً من بث ونشر خطاب تصالحي متسام خدمة للشعب اليمني الذي يتوق لحالة من الوئام ورأب الصدع والبعد عن التنابز والغمز واللمز بما يعزز وحدة الصف الوطني والجمهوري في وجه أعداء النظام والقانون والحرية والجمهورية والوحدة.
وعلينا أن نعترف جميعاً بأنه إذا كانت هذه الحرب المدمرة والاقتتال المستمر وحالة التمييز الطبقي والعرقي التي كان شعبنا قد داسها تحت أقدام الجمهورية، أنتجت لنا أبشع صور العنف والإقصاء والتشريد والتزوير والفساد، لتشكل جريمة بحق الشعب والوطن، فإن (هذه المنصات الإعلامية) هي الأخرى جريمة بشعة لا تقل عن جريمة قتل اليمني بدم بارد، لأنها تستمر في إشعال الفتنة والتحريض والاستهزاء والإقصاء من خلال خطاب إعلامي مؤجج ومنحاز حتى النخاع، ومبرمج لمصلحة الانتماء الحزبي أو السلالي البغيض، والضحية هو الجمهور من عموم الشعب اليمني.
وفي الختام نوجه دعوة لكل الإعلاميين والناشطين أن اتقوا الله فيما ما تقومون به، وكونوا صوتاً للسلام، والوئام، وفق ثوابت وطنية وأخلاقية وإنسانية سقفها الوطن ولا شيء يعلو عليه، فاليمن فوق الجميع..
وعلينا جميعاً أن نفهم أن الإعلام سيف بتار في عصرنا، بمقدوره أن يجعل أمة تتقاتل إلى الأبد، مثلما بمقدوره أن ينهض أمة من سباتها ويزرع ثقافة السلام والتعاون والتعايش والقبول بالآخر..