ما زال الإعلام الأمريكي والعربي يروج بطريقة أو بأخرى لمقولة أنّ أمريكا هي راعية السلام، والدولة الأجدر بقيادة تحالف دولي ((ضد الإرهاب.. للقضاء على الإرهابيين)) رغم كذب تلك المقولة واستخدام الإدارة الأمريكية لـ 40 دولة، وبالطبع تفرض على الدول العربية نفقات الحملة.
إصرار أمريكا وتلميع الإعلام العربي الخانع لها يعد محاولة بائسة ومفضوحة في ظل المواقف الأمريكية السيئة تجاه كل ما هو عربي وما موقفها تجاه الصراع العربي الصهيوني ببيعد.
تتصور أمريكا وتابعوها أنّ الشعوب لاتتذكر السجل الإجرامى للإدارة الأمريكية فى صناعة الأصوليات الدينية (يهودية/ مسيحية/ إسلامية) ورعايتها والحفاظ عليها،..
ولنا أن نتذكر عندما قرّرت الإدارة الأمريكية تجنيد طلبة الشريعة فى باكستان (جماعة طالبان) تحت ستار من الدخان اسمه (محاربة السوفييت الكفرة) الذين احتلوا (بغباء لايستطيع أحد الدفاع عنه) أفغانستان، وكانت النتيجة توريط الدول العربية والدول المُسماة (إسلامية) فى دفع فاتورة تلك الحرب التى مات فيها كثيرون، سواء من الشعب الأفغانى أو من الجنود السوفييت.
ونحن في اليمن نعرف ما تقوم به أمريكا من مساندة وضغوطات هذه الأيام للحيلولة دون القضاء على الشرذمة الحوثية، ورفضها لتصنيف الحوثي كتنظيم إرهابي، وجميعنا يتذكر موقف الإدارة الأمريكية سابقاً من الحروب بين الدولة والتمرد الكهنوتي الحوثي منذ 2004م، وإصرارها على تبرئة إيران من أي تدخل أو دعم للجماعة المتمردة آنذاك، ويتذكر الجميع حجم الضغوط التي كان يتعرض لها الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح من القيادة الأمريكية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن أمريكا تعتبر هذه الجماعة ذراعها في اليمن للضغط على الدولة ونشر الفوضى متشاركة مع إيران في نفس الغرض.
يناشد الحوثيون أمريكا بالضغط على قوات المقاومة الوطنية بالساحل الغربي لوقف تقدمهم، ويتكرر نفس السيناريو المستمر منذ اربع سنوات، فكلما تطلع الشعب لإزاحة هذه الجماعة عن المشهد وسحق تمردها، تتعاظم الضغوط الأمريكية على دول التحالف العربي، لوقف أي تقدم يهدد بقاء الجماعة بشكل واضح، كيف لا، وأمريكا هي الأم الحنون والمنتج الأول لكل الجماعة الأصولية الدينية المتطرفة، وكعادتها أمريكا تختلق الصراعات وتنشئ الجماعات وتضغط على العرب بالتكفل بفاتورة التمويل، وها هو شعبنا يدفع الثمن باهظاً منذ 2011م، ثمناً دموياً تدميرياً نتيجة للفوضى الخلاقة الأمريكية، وصولاً إلى الانقلاب الحوثي، ورغم كل تضحيات شعبنا اليمني من أجل حريته واستعادة جمهوريته المختطفة، إلا أن الأمريكان كعادتهم يسارعون للأخذ بيد هذه الجماعة في كل مرة يلوح أجلها في الأفق.
لكننا كشعب ومثقفين ومهما كان ضغط السياسة والسياسيين لن نخضع وسنظل نقارع الجماعات المتطرفة، ونستعيد حقوقنا وجمهوريتنا وحريتنا، وسنظل نعري تلك الجماعات وفاشيتها والدول التي أنتجتها واستخدمتها لابتزاز الدول والشعوب، وتنشئهم وتمولهم وتحافظ عليهم ليستمر نهبها وتدخلها الصلف في شؤون الدول والشعوب الحرة المستقلة.