لا أدري إلى متى ستظل بعض الأصوات تتكالب ذات اليمين وذات الشمال على الوطن ومن يختلف معها في مشروعها وتبعيتها ونهجها، لتظل تنعق أبواق الشر في الخفية تارة وعبر الصحف والناشطين المؤدلجين والغوغائيين عبر منصات التواصل الاجتماعي في العلن، وتذرف دموع التماسيح تارة أخرى، كأن اليمن كتب لها أن تدفع فاتورة المعتوهين من تجار السياسة والمنتفعين من جعلوا مصالحهم فوق الوطن والشعب.
تطالعنا بعض المقالات الصحفية، ونرى كمية المنشورات عبر أقلام مأجورة غايتها فقط تثبيط الهمم وزرع الفتن والانتقاص من الآخر المختلف معها، وكل ذلك من أجل جر الأطراف الوطنية المقاومة إلى دوامة من التخوين والتشكيك وخلق حالة من اللاتقدم في جبهات الخلاص الوطني من كابوس جثم على صدر الشعب كل الشعب ليدمر ويقتل وينتهك كل شيئ دون أن تردعه قيم أو قوانين أو أعراف فضلاً عن الدين، وتضرر الوطن بأكمله من هذا الكابوس المستمد حقده من العهد البائد، الكل تضرر "إصلاح ـــ مؤتمر ـــ حراك ـــ قوى سياسية والشعب في شمال الوطن وجنوبه" ولا أحد ينكر ذلك، ولكن من المستغرب فعلاً هذه الحملة التي تشنها صحف وكتاب وناشطو حزب الإصلاح بغية زرع فتنة وخلاف بين مكونات المقاومة في الساحل الغربي، جاعلين ما يدور في منطقة الساحل عموما من تقدم واستبسال هدفاً لحملتهم، خصوصا القائد الوطني العميد ركن طارق صالح، وكل ذلك نتيجة حقد عقيم تجاه آل الصالح خصوصا وحزب المؤتمر عموما، وربما أيضا كي لا يتم لوم قيادة الحزب والقادة المحسوبين عليه بسبب التخاذل في بعض الجبهات.
في كل مرة يشتد الخناق على عصابة الكهنوت، تظهر الأصوات الخارجية المنادية بالسلام، وتنبري بعض الأصوات في الداخل لمهاجمة وتخوين وفبركة أخبار تخدم جماعة الحوثي، ولا ندري هل الحوثيون محظوظون أو أنهم يستثمرون الأحقاد والغباء المستشري بين الأطراف الوطنية الجمهورية، أم أن خلية قطر في حزب الإصلاح وبعض الانتهازيين في المؤتمر أيضا لا يستطيعون العيش بدون عداء.
بلغ المرض بهذه الأبواق أن تهاجم كل من يقف لجانب المقاومة الوطنية، ويشككوا ومعهم بعض الصغار في كل فرد يضع له بصمة ما لم يكن تابعاً لهم، وما مهاجمتهم للأستاذ نبيل الصوفي إلا دليل واضح لحالة الإفلاس والحقد الذي يسكنهم، وما زال سعيهم مستمراً لخلق بلبلة بين العميد طارق وأبناء المقاومة الجنوبية الأشاوس، وكأن لسان حالهم يقول: لا تناصروه لنصرة اليمن، متشابهين مع الحوثي في ذلك، فهم مضطربون جداً من هذا التلاحم والوحدة الحقيقية التي تتجسد على أرض الساحل وترتوي بدمائهم الطاهرة معلنة وحدة صريحة ثابتة قوية، متسامية فوق انتهازية الإسلامويين والفاسدين، فبدلاً من الالتحاق بهذه الوحدة ودعمها تسعى هذه الأصوات لتمزيقها ومناصبة العداء لها.
رغم أنه لا يمكن لأي منصف أن يقفز فوق التضحيات التي قدمها الإصلاح في مختلف الجبهات سوءاً بدافع وطني أو بدافع سيطرة الحزب وتفرده مستقبلاً بالسلطة.
كان الأجدى بناشطي وكتاب الإصلاح دعم كل الجبهات وكتابة ما يعزز قيم الإخاء ورأب الصدع الذي خلفته أزمة2011، فمهما بلغ الخلاف من المكونات السياسية الأخرى يظل خلافاً سياسياً لا يصل لما هو حاصل اليوم من تدمير لكل شيئ ونهب للمؤسسات وانقلاب على الجمهورية والانتقام منها، فالخلاف بين المؤتمر والإصلاح، وبين الإصلاح وبقية المكونات يسهل حله إذا ما توافرت الإرادة الوطنية وروح التسامح والتصالح وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة.
وفي الختام... نبعث برسالة لهذه الشلة الفوضوية: إلى متى ستظل أقلامكم وأفواهكم تصب الزيت على النار؟ اتركوا أبواقكم في الملاعب تهذي عواءها للريح. وتحية إجلال إلى قوات المقاومة الشعبية الجنوبية والتهامية وحراس الجمهورية، وكل تشكيلات الجيش اليمني المخلص لوطنه وجمهوريته وشعبه ووحدته، المرابطين المقاتلين في كل الجبهات والثغور حماية للعرض والوطن ونظامنا الجمهوري.