لا أحد يريد الحرب، ولكن جماعة الحوثي لم تترك أمام شعب اليمن خياراً سوى قتالهم، والمواقف المنحازة لهذه الجماعة لن تنقذهم من شرور جرائمهم.
ستفشل تحركات الثالوث (قطر، إيران، وعُمان)، وبعض الحكومات الغربية في إيقاف معركة تحرير الحديدة بدواع إنسانية.
يزعم القلقون بأن دخول القوات المشتركة إلى مدينة الحديدة سوف يتسبب بمأساة إنسانية رغم علمهم بأن المأساة الكبرى بقاء شمال اليمن تحت سيطرة الانقلاب.
الحوثيون رفضوا الانسحاب من الحديدة لتجنيبها تبعات الحرب، وقبلها رفضوا مقترحات إشراف الأمم المتحدة على الميناء، ويستخدمونه عسكريا لتهديد الملاحة الدولية.
علاوة على ذلك، رفض الحوثيون في الأشهر الماضية تقديم أي تنازلات أو وقف إطلاق النار في عديد من الجبهات المشتعلة بهدف التهيئة للعودة إلى طاولة المفاوضات السياسية.
وعجز المبعوثان الأمميان مارتن غريفيث واسماعيل ولد الشيخ في إقناع الجماعة الانقلابية بالاستجابة لخطط السلام رغم تقديم ضمانات للجماعة بالمشاركة في إدارة مستقبل البلاد.
ويواصل الحوثيون جرائم الاعتقالات بحق المعارضين لهم والرافضين السير معهم إلى محارق الدفاع عن انقلابهم الكارثي، ولم نسمع للمجتمع الدولي (الإنساني جدا) إدانة واحدة لجرائمهم.
كما تعيش الحديدة أكبر مأساة إنسانية، ولم تقم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بواجبهم الإنساني المنشود، وفجأة طفحت مواقفهم بالإنسانية حين تحركت القوات المشتركة نحو المدينة.
بلا شك، لا يهم المجتمع الدولي استمرار لعنة الحرب الكارثية في اليمن لأربعة أعوام قادمة مادمت صفقات التسلح تجلب لهم مليارات الدولارات إلى جانب أموال الإغاثة المعدومة أصلاً.
بمعنى آخر، الثالوث الإقليمي حريص على إنقاذ الحوثي وإطالة فترة الانقلاب نكاية بدول التحالف، والحكومات الغربية هدفها استنزاف خزائن الخليج بصفقات السلاح وشراء المواقف السياسية.
ويدرك الإقليم والغرب بأن تحرير الحديدة ستكون محطة فاصلة في معركة اليمن، وسيكون بالإمكان إعادة جماعة الحوثي إلى طاولة المفاوضات بدون شروط تعجيزية بعد فشل كل المساعي السياسية.
إجمالاً، ستفشل تحركات الثالوث الإقليمي والحكومات الغربية في وقف دخول الحديدة، وبالذات بعد تقديم دول التحالف التزامات بالحفاظ على المدنيين، وتجنب استهداف المنشآت الحيوية وفتح ممرات إنسانية.