يصر الحوثيون على بيع الوهم لأتباعهم، ويختلقون أساطير وخرافات لحشد الناس والتغرير بالصغار ليكونوا وقوداً لحروبهم العبثية، وفي سبيل ذلك سخروا آلة إعلامية متشعبة من قنوات وإذاعات وصحف وناشطين، إضافة للحشد الإعلامي الممول إيرانياً وقطريا، بغية الاستمرار في صناعة الأكاذيب وتزييف الحقائق كي لا ينكشف زيفهم ووهن قوتهم وضعف موقفهم أمام ضربات رجال الله والوطن منتسبي المقاومة المشتركة "التهامية والجنوبية والمقاومة الوطنية حراس الجمهورية" وما ينال هذه الجماعة الحوثية الباغية من تنكيل وما يلحق بها من انكسار بإرادة الله وبما جنت أيديهم بطشاً ونهباً.
ها هي اليوم جبهات الخلاص الجمهورية ممتدة من صعدة إلى البيضاء، ومن حرض إلى مطار الحديدة، لا هم لها إلا كسر العنجهية الحوثية، وصرع كبريائهم وتأديبهم على نزقهم وصلفهم وظلمهم الذي مارسوه على الشعب، دون أي رادع أخلاقي او إنساني، سوى إيمانهم بمبدأ لا أساس له، وولاية خرافية لا أصل فيها، كل ذلك خدمة لجشع عرقي ونقمة سلالية وتنفيذاً لوصايا خمينية حاقدة.
ولأن معتقدهم لا يؤمن الا بالقتل والدمار، وانتهاك الحرمات، وتصوير أنفسهم أنهم الأفضل وغيرهم الأدنى، وهذه صفة إبليس واليهود، كبرياء جعلهم لا يعترفون بالخسائر، ولا يراجعون أنفسهم ونهجهم ويتساءلون، لماذا انقلب المجتمع ضدهم؟!
لماذا باتوا منبوذين مكروهين من الشعب بكل أطيافه باستثناء أبناء سلالتهم أو المنتفعين، لو أنهم أعلوا ناموس الله والعدالة والصدق والمساواة في الأرض لمكن الله لهم فيها، ولكنهم بغوا وتجبروا واستخدموا كل سيء لتركيع الشعب، متخفين تحت عبارة العدوان التي جعلوا منها مقصلة لكل من يعارضهم او ينتقد سلوكهم، وما زالوا يغررون بالأبرياء والفقراء والجهلة وكل من استطاعوا حرف تفكيره وغسل دماغه ترهيبا وترغيبا وتزييفا وتضليلا، ولا زالوا يبيعون وهم الانتصارات الكاذبة، لم يعترفوا بعد بسقوط ميدي، أو باب المندب والمخا، فكيف سيعترفون بسقوط الدريهمي في الحديدة، يكذبون بمنتهى الصدق ويغشون بمنتهى الضمير وينصبون بمنتهى الأمانة ويخونون بمنتهى الاخلاص، هكذا هو دأب الجماعات الدينية عموماً، فما يلحق بهم من انكسار يعتبرونه انسحابا تكتيكيا وموضوعيا، وإذا انسحب غيرهم قالوا "فرار وهروب"، و هزائمهم يعدونها "ابتلاء وتقصير" ولو هزم غيرهم اعتبروه عذابا من الله، وهكذا تستمر الجماعات الدينية في حرف الحقائق بل إن الحوثيين بلغ بهم الجنون والتلبس بالدين بأن قالوا إن الله يقاتل معهم وهو في صفهم وليس مع الطرف الآخر، ولا نعلم كيف ثبت لهم ذلك!!!
إن مشاهد الأشلاء والجثث المنتشرة بطول جبهات القتال، من الأطفال والمغرر بهم، الذين زج بهم في محارق لا ترحم، مناظر تدمي القلوب، فهذه السواعد اليمنية كان الأجدى بها أن تبني الوطن وتكون مشاركة في تنمية اليمن، وليس الانقضاض على الجمهورية فداءً لشخص مريض مختبئ في أحد الكهوف، وهنا نتساءل أين أهالي هؤلاء وما هو موقفهم وهم يرون أبناءهم يساقون للموت بعضهم عرف مصيره قتلا او أسرا والبعض تكرم "الشيول" بدفنهم، بعد أن تركهم مشرفوهم في ساحة المعركة ينزفون حتى الموت، وأين عقول أبناء القبائل وهم يرون المشرفين يفرون ويغادرون إلى صنعاء، وهم يزج بهم للموت.. فالقبائل وأبناؤهم "زنابيل" في نظر الحوثيين، لا يهم موتهم أو بقاؤهم، فهم خلقوا لخدمة وتنفيذ رغبات القناديل المرضى السلاليين، الذين لم يجنوا على أنفسهم فقط، بل نخشى أن يجنوا على سلالتهم بأسرها، وهذا ما لا نتمناه في يمن التعايش السلمي والأخوي.