لم يسبق للتهامي أن جرب الاحتياج لأصحاب المحافظات الأخرى مثل صنعاء وحجة، كونه كان المعطي العام والكريم الكف والطبع والطبيعة، وبالتالي لم يكتشف عنصرية وخساسة طباع غالبية اصحاب تلك المناطق.
هذه الحرب الجأت آلاف التهاميين للنزوح إلى محافظات جبلية والسكن فيها ومخالطة أهلها.
اكتشف النازحون التهاميون طباعا مختلفة. الكثير منها تتنافى مع أبسط قواعد الإنسانية والتراحم والتكافل الاجتماعي.
عندما يقوم مؤجر من عمران أو صنعاء أو حجة أو غيرها بطرد نازح تهامي مع أطفاله وأمهم لأنه عجز عن دفع إيجار شهر.
عندما يتم توزيع معونات إغاثية لسكان الحي على أسس مناطقية أو سلالية أو اي أسس أخرى ويحرم النازح الحقيقي الذي دمرت الحرب بيته ومصدر رزقه في حرض أو ميدي أو الحديدة أو حيس أو الدريهمي.
عندما تخرج أم لضرب طفل تهامي ومنعه من اللعب كباقي الأطفال بل وتصفه بالخادم أو الصومالي كنوع من العنصرية والتمييز فقط لأن لونه أسمر أو أسود.
هذه نماذج من ممارسات وقفت عليها شخصيا وليست مجرد توقعات.
أكتب هذا للتحذير من مغبة هذه التعاملات المسيئة للآدمية والماسة بالنسيج الاجتماعي الوطني.
أكتب هذا لتنبيه أصحاب العقول والكتاب والناشطين للتصدي لمثل تلك الممارسات فعدم التصدي للعنصرية والإقصاء والتهميش الذي مورس ضد الجنوبيين من عام 1994م وحرمانهم من حقوقهم في الوظيفة العامة والمواطنة المتساوية واعتماد سياسة التفريق ومنهجية التعالي وغيرها من الممارسات الخاطئة نتج عنها مزاج شعبي عارم في المحافظات الجنوبية ضد كل ما هو شمالي.. حتى أصبح المواطن من محافظات صعدة أو حجة أو ذمار أو صنعاء غير قادر على العيش في عدن والمشي في شوارعها بأمان.. وأصبح التمييز على لوحة السيارة ومكان الميلاد.
ولكي لا يتكرر المشهد في تهامة ننصح بتمكين أهلها من السيادة عليها في مختلف المناصب والوظائف المدنية والعسكرية وأن تمنح تهامة من حرض إلى باب المندب حقها في التنمية والمواطنة المتساوية كغيرها من مناطق الجمهورية.
لا للتمييز.. لا للإقصاء والتهميش لأي يمني وخاصة التهاميين.