انهيار الاقتصاد الإيراني، كأحد أهم ركائز الدولة الإيرانية المنهارة القيم والمبادئ والأعراف السياسية، يُعد مؤشراً على الحضيض الذي وصل له الشعب الإيراني في ظل حكم الملالي..
لم أصدق عيني أو أستوعب وأنا أقرأ خبراً مفاده أن قرية من قرى إيران بات أهلها يتغذون على البرسيم بعد أن فرغت مائدتهم من محتويات أبسط أنواع الطعام التي تضمن استمرارهم على قيد العيش، رغم أن بلادهم تزخر بكل الثروات ومصادر الدخل المتنوعة، ففي الوقت الذي ينفق النظام الإيراني مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني على القمع الداخلي وتصدير الإرهاب والقتل وارتكاب مجازر بحق الشعوب في كل من سوريا واليمن والعراق واليمن، فإن طعام سكان قرية في إيران يعانون من الجوع اليومي لفقرهم الغذائي هو الخبز مع البرسيم!!
ومن المستغرب، فعلاً، أن شعباً يحمل قيم الحرية وله تاريخ عظيم من الحضارة والسمو كالشعب الإيراني، ما زال يرزح تحت وطأة هذا النظام الديني المتخلف، الذي أعاد إيران للوراء، وحولها لدولة مغلقة ومنغلقة بفكر ديني ونظام حكم قمعي وديكتاتوري، قرأت في أحد الكتب عن مدى شغف وتمسك الشعب الإيراني بالديمقراطية، وكيف نافح عنها وكافح في سبيلها منذ عهد القاجاريين، وموقف الشعب مع محمد مصدق في خمسينيات القرن الماضي، وتمسكه به ليس فقط لحنكته ونزاهته، بل لأنه قادم من تجربة ديمقراطية حقيقية، وفي عصرنا الحديث نتذكر المظاهرات التي عمت إيران إبان فوز أحمدي نجاد رغم القمع والإرهاب الذي تعرضت له جموع الشعب الرافضة لتلك النتائج، إلا أن ذلك كله يجعلنا نؤمن بتحرر وتطلع الشعب الإيراني ورفضه لما يقوم به نظام الملالي، ورغم ذلك كله نستغرب فعلاً هذا الحال الذي وصلت له إيران دون أن يتحرك الشعب هناك.
ورغم تقديرنا لآلة البطش والإجرام الملالي، واليد القذرة للباسيج والحرس الثوري، إلا أن من يريد الخلاص عليه أن يضحي، فهل يرضى الشعب الإيراني بحياة وجبتها الرئيسية البرسيم، وثرواتهم توزع عبثاً في تدمير بلدان المنطقة.
يبدو أن النظام الملالي وتابعيه من الحركات والأحزاب العربية، يتلذذون بتعذيب وتجويع الشعوب، وإعادة الناس للعصور الحجرية بتناول الأعشاب وأكل الأشجار، فها نحن في اليمن ومنذ وصول وكيل الملالي "الحوثي" إلى السلطة نعاني الأمرين قتلاً وبطشا، وإرهابا وتجويعا، ورأينا في ظل هذا العهد الحوثي عودة اليمنيين لأكل الشجر، "الحلص" كما في وصاب والمحويت، ورأينا أناساً يقتاتون من القمامة، وآخرين ماتوا جوعاً، تطابق الانتقام من الشعب بين نظام الخميني، وتابعه الحوثي، يجعلنا نتأكد أن الجوع والتجهيل والقمع ماركة مسجلة لمن ينصبون أنفسهم حكاماً بأمر الله، والخرافة المتمثلة بالحق المقدس والإلهي الحصري المسمى نظام ومبدأ الولاية.