يعيش المواطن اليمني أبشع مراحل حياته منذ أن وصلت جماعة الحوثي لسدة الحكم إثر اغتصابها للسلطة بقوة السلاح في نهاية 2014، لتبدأ فصول مختلفة من معاناة المواطن اليمني المغلوب على أمره، في ظل البطش والإرهاب الذي تمارسة الجماعة، بالإضافة للتجويع والإذلال الذي صار ماركة مسجلة للحوثيين، فلم يكتف الحوثي وأزلامه ومن ورائهم إيران التي تحركهم، بأن جلبوا حرباً شعواء دمرت كل جميل في البلاد، بل ذهبوا بعيداً من ذلك برغبتهم الجامحة في تركيع شعبنا اليمني بشتى الطرق.
ولأنهم ناقمون على الشعب، وعلى كل من لا يسلم بمنطقهم وفكرهم المنحرف، نشروا الخراب، وفجروا البيوت ودور العبادة، ونهبوا المال العام وأدخلوا البلاد في دوامة لا متناهية وفي مجاعة تتفاقم يوما بعد يوم في ظل استمرارهم بنهب المعونات ورواتب الموظفين، وحصروا المال بأيديهم وبأمر سيدهم يبذره كيف يشاء ويصرفه في سبيل تنفيذ مشروع ولايه الإمام الفقيه ليحظى بأن يكون عبداً مخلصاً لعمائم قم ومشهد في إيران، كون الغاية من وجود هذه الجماعة فقط تنفيذ مشروع التوسع الإيراني المثقل بروح الانتقام والحقد والعداء المذهبي والطائفي، وكم هو مغفل من لايزال يثق أن مشروع الحوثية وطني وأن قتالهم هو لأجل اليمن، فالواقع والوقائع الحقيقة تشير إلى أن الجماعة الكهنوتية في اليمن تسعى لإحياء ما دفنه اليمنيون وعودة نظام بائد داسه الشعب منذ 56 عاما.
من منا لم يشاهد ذلك الاجتماع الذي أقامته الجماعات الشيعية في العراق ورغبتهم في إدخال اليمن بمتاهات مذهبيه، ومن منا لم يسمع أمنيات اللبناني حسن زميرة بأن يكون جندياً يقاتل أبناء الشعب اليمني في الساحل الغربي، معتبراً ذلك جهادا ضد الصهيوامريكية كما قال، متناسياً أنه على مرمى حجر من دولة الكيان الصهيوني، ويستطيع قتاله إن أراد، ولكن هيهات له ولمن هم في فلك العمالة للمشروع الإيراني أن يعقلوا، والحقيقة أن نصراللات لم يقل ما قاله حباً في اليمن أو لنقل دفاعاً عنه، بل بدافع مذهبي سلالي، يريد أن يحقق مشروع ولاية الفقيه ويحول اليمن إلى مستنقع من الصراع المذهبي والاقتتال الديني كما هو حال العراق وسورية وحتى لبنان التي تعاني الأمرين من تدخلاته وحزبه في عمل الحكومة.
لقد غفل نصر اللات أن مزارع شبعا لبنانية محتلة، وبدلاً من تحريرها من الصهاينة، أرسل مليشياته للأقطار العربية لنشر الخراب وتدرب للفوضى، وهذا معتقدهم الذي ينص على أن المهدي المنتظر لن يتم ظهوره إلا بعد دماء تسال، وجثث تتناثر، ويكون له ممهد هو اليماني، لذا يعتقد أولئك المنحرفون بأن المختل الحوثي هو الممهد اليماني، وفي سبيل ذلك سخرت إيران أدواتها من مليشيات وقنوات ومفكرين وناعقين بدعم الأداة السمجة في اليمن أو بالأخرى لدعم "شيعة الشوارع" الحوثيين كما يحلو للقادة الإيرانيين وصفهم.
وفي الختام... يبدو، ولله العلم، أن كل الجماعات المشتراة من إيران والمجاهدة في سبيل مشروعها الطائفي يعانون من حوّل جغرافي خطير، فالحوثي يقاتل اسرائيل وأمريكا في اليمن، ونصر اللات يقتل في سورية بدلاً من قتل محتلي شبعا، وشيعة العراق لا يستحقون الذكر فمن رحب بالمحتل لا ترجو منه رجولة.