يقول المثل الشعبي "من كان قائلها، ما هو بفاعلها"، وهذا مثل ينطبق كلياً على إيران وشطحاتها وتهديداتها وكذلك ينطبق تماماً على أتباعها وأذيالها في المنطقة العربية، ومن يتتبع الأمر سيجد صعوبة في أن يحصر كم مرة في تاريخها منذ ثورتها عام 1979 هدّدت إيران بإغلاق مضيق هرمز. كلما حدثت أزمة، وما أكثر أزماتها، وعلى مدار نحو أربعة عقود من التهديدات المتتالية، لم تفعلها طهران ولو لمرة واحدة، بل حتى في حرب السنوات الثماني ضد العراق وفي خضم ما كان يعرف بحرب الناقلات آنذاك.
دوماً تصدعنا إيران بشطحاتها الكاذبة وهرطقاتها وعنترياتها، بتهديدها الدائم بإغلاق مضيق هرمز لو تعرضت للضغوط ويتناسى القادة الإيرانيون أنهم لم يحركوا ساكناً عندما هاجم أسطول أمريكي عام 1988 سفنا إيرانية ودمر اثنتين منها وحينها وكالعاد خرجت إيران وقيادات الحرس الثوري الخميني بالتهديد والوعيد وانتهى الأمر كسابقه ولاحقه مجرد فقاعات صوتية لا تسمن ولا تغني من جوع.
بالأمس القريب لمح الرئيس الإيراني حسن روحاني بإمكانية عرقلة وإغلاق المضيق أمام الناقلات النفطية، إذا ما استجابت الدول لطلب الولايات المتحدة بعدم شراء نفط إيران، وسريعاً ما ردّت القيادة المركزية الأميركية، الخميس، مؤكدة أنها وشركاءها يوفرون الأمن للمنطقة، قبل أن يعود رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، بالقول إن روحاني لم يقصد بكلامه عن عدم إمكانية تصدير نفط المنطقة إذا لم تصدر إيران نفطها، وهذا دليل عملي لمن يُريد أن يعرف الشطحات الإيرانية وكيفية سحبها سريعاً، فهم مجرد نمر من ورق، غايتهم وحقدهم وبطولاتهم فقط تنصب على العرب والعروبة بفعل أولئك التابعين لها الذين أتعبونا صراخاً بإيران وشجاعتها وتصويرها شيء كبير.
حين أتابع الشطحات الإيرانية والكذب والتهديد الفارغ أفهم لماذا أتباعها بنفس المواصفات، كيف لا وهي القدوة لهم، فنحن في اليمن سمعنا أنصار الله يرسلون مئات الصواريخ إلى السعودية وهذا ليس غريباً نحن في حرب، ولكن الغريب هم استهدافهم الدائم لأرامكو في كل ضربة يصرح مصدرهم أنه تم استهداف أرامكو حتى بت أتخيل أرامكو دولة مستقلة، وليست مجرد منطقة خزانات نفطية صغيرة في جيزان.
يدغدغ الحوثيون أتباعهم كما تدغدغهم إيران، بانتصارات وهمية وشطحات كاذبة، فمنذ 40 عاماً وإيران تناصب العداء لـ "حبيبها الخفي" إسرائيل، ولم نسمع طلقة رصاص أو صاروخا تم توجيهه إلى تل أبيب، فإيران ترى أن طريق تحرير فلسطين يمرة تارة عبر بغداد كما قال "الخميني" في ثمانينات القرن الماضي، وتارة ترى أن التحرير يمر عبر بيروت أو صنعاء كما يفعل أتباع نظام الملالي في اليمن حالياً فهم يقتلون أبناء اليمن ويفجرون منازلهم ويشردونهم منذ أربع سنوات، ويرافق ذلك شعار صرختهم وكلام سيدهم أنهم يحاربون الإسرائيليين والأمريكان رغم أن المفجر بيته والمنهوب ماله والمسفوك دمه هو يمني، والأراضي المزروعة ألغاماً وعبوات ناسفة هي أراضٍ يمنية وليست عكا أو صفد!!
وكما تفعل إيران يفعل ذيلها في لبنان قائد حزب اللات، الذي ينشر خبراءه ومقاتليه في العراق واليمن ويشارك بنفس طائفي خبيث في سورية، يصم أذان إسرائيل بالتهديد والوعيد فقط، ومنذ أسبوعين قال إنه يريد أن يقاتل الصهاينة في الساحل الغربي لليمن، ومن مهازل القدر أن يتحدث هذا المعتوه ويتناسى تحرير مزارع شبعا المحتلة.
لست أبداً في موقف الدفاع عن الغرب أو إسرائيل لكوني مؤمنا تماماً بعدائيتهم للعرب عموماً واليمن خصوصاً، وأعي وأفهم أنهم هم العدو الأزلي خصوصاً الكيان الصهيوني، ولكني أيضاً معادٍ لما تقوم به إيران وأذيالها في بلادي، خصوصاً وانها تغرر بالكثير منهم لمجرد شطحاتها وعنترياتها الكاذبة وتصريحاتها الجوفاء، الأمر الذي يصوره أذيالها في الوطن العربي أنها بطولة ما بعدها بطولة وقوة لا تقهر، وواقع الحال يثبت العكس.
فلو كانت طهران قادرة واقعياً على السيطرة على المضيق الاستراتيجي لسيطرت عليه منذ اليوم الأول لثورتها، ولكنها تكتفي منذ ذلك الحين بإطلاق التهديدات اللفظية من أجل تخفيف الضغط عليها، وهذه المرة تفعلها من أجل محاولة إيصال رسائل لشركائها الباقين في الاتفاق النووي، لكي يساعدوها في إخراجها من أزمتها السياسية والاقتصادية الكارثية، أما دول العالم المترابطة مصالحها فهي مطمئنة أن إيران لا تستطيع إغلاق المضيق، لأنه وبكل بساطة إعلان حرب على دول العالم، والنظام الإيراني أعجز من فعل ذلك وإعطاء العالم بأسره فرصة لكي يتضامن ضدها.