حلمي الفتيني

حلمي الفتيني

متى سنبني وطننا ونوحّد أفكارنا؟!

Monday 30 July 2018 الساعة 10:35 am

الجميع يعلم أن حب الوطن من الإيمان، وحب الأوطان عشق لاينتهي.. لكن عندما يكون الوطن بيد عصابة، والقلم بيد المنافق، والسلاح بيد السفاح المجرم، والاقتصاد بيد فاسد، والتعليم بيد جاهل، والشعب سلبياً، وجعل كل ما سبق يستمر في الفساد؛ حينها يموت الوطن ويدفن بدون أكفان.

لانحس بقيمة أوطاننا لا عندما نفارقها ونذهب إلى أوطان أخرى.. صحيح أن الأوطان أصبحت متقدمة بالحضارة والسياحة والثقافة والتطور في البنية التحتية، وأصبحت متحضرة وذات سيادة وحكم عادل.. فيما موطني مسكين، مازال يريد الخروج من وسط الحفرة المظلمة من الحروب التي أهلكت الحرث.. والنسل والسنين العجاف.

حلمي وطن يتساوى فيه الجميع تحت كلمة واحدة وفكر واحد.. وطن مزدهر بالحضارة.. وطن نبنيه على قواعد ثابتة وقوية من التطلع إلى المستقبل القادم.. وطن نعيش فيه بأمن وأمان بعيداً عن الصراعات والحروب وارتفاع الأسعار التي لا يوجد لها رقيب ولا حسيب..

تحول وطني إلى غابة لاتصلح لحياة البشر، دمرت منازلهم الحروب، قتلتهم الأمراض الخبيثة، أهلكهم ارتفاع الأسعار، قتلتهم رصاص الأعراس الراجعة.

في وطني تقف السيارات في منتصف الطريق وتعرقل حركة السير.. في موطني يقتل القاتل ويمشي ولا يخاف أحداً.. في موطني الكهرباء ساعتين موجودة، وساعتين منقطعة، أشبه بمريض يتعاطى العلاج.. 
في موطني سلبت الطفولة من أطفالنا، وضيعت حقوقهم، وضيعت الأمانة، وذهبت المصداقية، وتعامل البعض بطريقة المجرمين..
في وطني أصبحت أم الشهيد تبحث عن راتب ولدها من مكان إلى آخر.. في وطني غابت الرحمة والشفقة تجاه بعضنا البعض...

متى سنبني وطننا ونوحد أفكارنا؟ عندما تنتهي حرب طالت مدتها فيها... نوحد أفكارنا بكيفية التعامل مع إعادة الإعمار وبناء الوطن والخروج بأبسط المخرجات التي سوف تحسن من إعادة الروح الى الجسد اليمني المنهك.