الجميع كان كارها ومكرها لشبه الإيقاف المؤقت لمعركة الحديدة.. على مستوى القيادات العسكرية الميدانية لكل فصائل جبهة الساحل وكل أفرادها، وعلى المستوى الشعبي، وعلى المستوى الدولي للتحالف والأشقاء الأكثر اهتماما بهذه المعركة.
على مضض تم إتاحة الفرصة لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها، وفي الأخير لم يصل الى نتيجة، الأوهام بأن الحوثي سيجنح للسلام لن تنتهي ولن تتوقف، وبالتالي علينا أن نستبسل في معركتنا لإنهائه، ولن نعيد توقفنا وأن نواجه الضغوطات بكل ما يمكننا وبكل ما لدينا من قوة وطاقة وقدرة للمواجهة، علينا أن نستخدم هذه المرحلة التي توقفنا لإقناع الآخرين والبرهنة لهم بأن الحوثي لن يتعامل بجدية مع جهود السلام إطلاقا وأبدا، وإن المفاوضات معه ليست إلا إضاعة للوقت والجهد.
الغرب لن يهمه إضاعتنا لجهدنا وطاقتنا وسزايد أكثر وأكثر كلما انحنينا لضغوطاته ولم نواجهه بحزم كما يجب، معركتنا وقضينا ونحن أعرف وأدرى بها وبحلها وبتقدير حقيقة مخاطرها، وما ينبغي علينا في التعامل معها، يجب على الجميع أن يعرفوا هذا ، مهما تنوعت أساليبنا بطرق مباشرة وغير مباسرة ، بدبلوماسية وبوضوح وجرأة.
الحقيقة المرة التي لابد أن نواجه أنفسنا بها مهما كانت المبررات والصعوبات الحقيقية التي فرضت نفسها.. هي بأن الشعب قد فقد بعض حماسه ومراهناته وأمله على معركة الساحل.. لأنه انصدم بتوقفها، ولأن اندفاعه كان أكثر عمقا ووطنية وحبا للخلاص.
نعم، واقعا فقدنا بعض وهج المعركة في روحها الوطنية والشعبية التي كانت قد تدفقت كسيول عارمة من الأماني والأحلام الوطنية.. وشلالات عذبة من المشاعر المتأججة ومواقف بطولية من الاخلاص والتضحية والفداء.
مازال أمامنا أن نعوض عن كل ما فقدناه وأن نعيد للمعركة روحها ونبضها ووهجها.. وأن نكون حريصين وحذرين بأن لانفرط في هذا مرة أخرى.