مع اقتراب موعد تنفيذ الحزمة الأولى من العقوبات الأمريکية المفروضة على إيران، والتوترات والاضطرابات المختلفة التي تشهدها الأوضاع في إيران إلى جانب رفض شعوب ودول المنطقة له، فإن کل الدلائل والمؤشرات تدل بصورة أو بأخرى على أنه "أي نظام ولاية الفقيه، أو الملالي" يسير نحو مرحلة حساسة وخطيرة جداً لايمکن مقايستها ومقارنتها بالمراحل السابقة، لأن أوضاعه کلها تختلف أيضاً وبصورة جذرية عن الأوضاع السابقة، خصوصاً في ظل المظاهرات الشعبية التي لا يكاد يخلو يوم منها في ظل تردي الوضع الاقتصادي وانهيار العملة الإيرانية، الأمر الذي سيزداد سوءاً في ظل فرض العقوبات الأمريكية الجديدة.
على مدى أربعين عاماً منذ وصل الخميني للتحكم في إيران ومصير شعبها، تم تبديد الثروات الإيرانية وتسخيرها في سبيل مشروع تصدير الثورة الخمينية المذهبية، وزرع بؤر الصراع في المنطقة العربية، دون استثمارها في نماء إيران ورفاهية الشعب هناك، لذا اقتاد نظام ولاية الفقيه إيران وشعبها نحو کل ما من شأنه جلب المصائب والکوارث والمآسي، مبدين للعالم ساديتهم ودمويتهم المروعة وغير الطبيعية من خلال ما ارتكبوه بحق الشعب الإيراني، وبحق شعوب المنطقة العربية، وما نعانيه كعرب في لبنان والعراق وفي بلادنا اليمن من همجية وتدمير وحقد على يد أذناب النظام الإيراني إلا دليل واضح على فاشية هذا النظام ونزعته الدموية، ورعونته وفساده، ولا غرابة إن كان عبيد هذا النظام أشد بلاءً وسوءًا و توحشاً منه، فهم يريدون أن يثبتوا بأعمالهم وعدوانيتهم بأنهم جديرون بلقب مصدر الشر والبلاء في المنطقة والعالم.
يحاول النظام الإيراني التمويه على ما يجري في الداخل الإيراني من حالة غليان شعبي تنبئ بثورة عارمة قد تقتلعه إلى غير عوده، وبرغم القوة المفرطة التي يتعامل بها مع المحتجين المطالبين بمحاربة الفساد وعدم التدخل والإنفاق التخريبي الطائفي في البلدان العربية، إلا أن النظام فشل فشلاً ذريعاً في تحجيم حدة التظاهرات المتسعة، وبات الارتباك هو الظاهر الجلي على فشله في الحد من المشاكل الاقتصادية والأزمة المالية، لذا نجده يطلق تهديدات رعناء ضد العالم أجمع، وبطريقة هيستيرية ويأمر أذنابه بالتنفيذ في اليمن أو العراق وغيرها من مناطق الفتن الإيرانية، في محاولة بائسة لهذا النظام المذهبي للهروب من مشاكله الداخليه وتشكيل ضغط على المجتمع الدولي للتفاوض معه ومساعدته كونه يتحكم في أربع عواصم عربية كما يزعم أركان هذا النظام.
لقد أثبتت التقارير أن نظام ولاية الفقيه قام بإهدار أکثر من 800 مليار دولار من ثروات الشعب الإيراني من أجل تنفيذ مشروعه المشبوه بإقامة امبراطورية دينية ذات بعد وعمق طائفي تنشر الحقد والشر والبغضاء في کل مکان، وانكشفت حقيقة هذا النظام ومعدنه الرديئ کونه بٶرة لتصدير التطرف والإرهاب للمنطقة والعالم، فقد باتت مشاکله وأزماته تحاصره اليوم من کل جانب. إن أركان النظام الإيراني قد تيقنوا على ما يبدو أنهم وأتباعهم قد وصلوا إلى مرحلة لايمکن أبدًا أن يعودوا منها سالمين، خصوصاً في ظل الانكسارات التي يتعرض لها أتباعهم في اليمن، وما يتعرضون له من سحق في مختلف الجبهات على يد أبطال الجيش اليمني والمقاومة بمختلف مشاربها، الأمر الذي جعل التابعين الأذلاء لهم - أي الحوثيين - يفبركون قصص الاغتصابات وهتك الأعراض للحصول على مدد ودعم وإسناد شعبي في ظل عزوف الناس عن تصديقهم وعدم الانخراط في القتال معهم، ولذلك فإنهم يبذلون کل ما بوسعهم من أجل الخروج من هذه المرحلة، وإن سعيهم لاستخدام كل أوراقهم من حزب الله أو الحوثيين أو الحشد الشعبي الإرهابي العراقي، في المواجهة الحالية مع دول المنطقة أو أمريكا کمبرر ومسوغ لإنقاذ وتخليص نفسهم والخروج من هذه المحنة، هو سعي خائب خصوصاً بعد أن هتف الشعب الإيراني بأن "عدونا النظام وليست أميركا"، وکذلك"الموت للديكتاتور"، وإن النظام الذي طالما تفنن في اختلاق المشاکل والأزمات وصناعة الحروب عليه أن يدفع ثمن ذلك والشعب الإيراني والشعوب العربية سيقفون ضده وضد أتباعه وأذنابه بالمرصاد.