تتوالى الأحداث بشكل مفجع في اليمن، وتختلط الأوراق، ويظل المراقب للأحداث يضرب أخماساً بأسداس لمسك رأس الخيط دون أن يفلح، ويوماً إثر آخر تتعاظم الأزمات والنكبات وتزداد الويلات والخيبات التي باتت قدراً لعيناً على المواطن اليمني المبتلى بحفنة من الساسة الانتهازيين، وحملة شعارات المزايدة الوطنية والإنسانية، وجميعهم متفقون على إفقار الشعب وإطالة أمد الصراع والفرقة والشقاق بغية الحصول على منافع أكثر..
ومن هؤلاء السياسيين الطارئين يبرز بشكل واضح حزب الإصلاح بما يضم من مجموعة المنتفعين واللصوص الذين ما تركوا مترا واحدا في اليمن إلا واشاعوا فيه الفساد والنهب والاستحواذ على خيرات البلاد، ليخلقوا جيشاً من الوصوليين الذين عادوا هم الحكام الفعليين في بلدنا الذبيح، وليرسموا هم سياسات البلد ويتحكموا في مصير الشعب ويستغلوا سيطرتهم على ما يسمى الشرعية ليحركوا مؤسساتها الأمنية والعسكرية والإعلامية بما يخدم توجه الحزب ويغطي على فساده، ويتستر على جرمه وجرائمه التي يرتكبها في كل من مأرب وتعز، مستهدفاً النسيج الاجتماعي ومهاجماً كل الأطراف السياسية والقبلية والدينية ما دامت لا تتماشى مع فكره ووفق مصالح الحزب الضيقة.
ومما قام به الإصلاح في اليمن استغلاله للدعم المتوفر من قبل دول التحالف وأيضا الثروات التي ينفرد بها في مأرب، فقد شكل الإصلاح مليشيات أمنية خاصة وجيشا حزبيا مؤدلجا واتباعا وابواقا إعلامية لا نعرف من أي جحور خرجوا؟ همهم الأول تلميع الحزب، ومهاجمة منتقديه، وتشويه الأنقياء الذين يبطش بهم الحزب وآلته القمعية، فتحولت مأرب إلى سجن كبير تمارس فيه جماعة الإصلاح الكهنوت في أبهى الصور، وتبطش حتى بأبناء القبائل المأربية، ومما لا يعلمه البعض، فهناك قوائم سوداء بمن يعارض هذا الحزب أو يكتب انتقاداً ضده، قوائم للإخفاء القسري والترهيب والاعتقال والتعذيب، والأفظع أن الحزب وناشطيه يتشدقون بالحرية ويعايرون القاطنين تحت سلطة الحوثي، بينما هم أصبحوا أشد تعنتاً وكذباً وإجراما، ومازالوا ينادون بالقانون ودولة المؤسسات وهم أول من أهان القانون ودمر الدولة.
ولعل ما ذهبت اليه من توصيف لا يعتبر ذا أهمية بما فعلوه في شعب مظلوم بالسطو على كل شيء، محتمين بفلول من المسلحين والقتلة، والواقع يثبت صدق ما نقول، فالإصلاح ومنذ انقلابه على الدولة في 2011، ووصوله للسلطة تكاثرت أعداد الانتهازيين والسياسيين عديمي الذمم والضمائر، أليس هذا ما يحدث في اليمن؟ وهل هذا كلام مبالغ فيه؟
فالإصلاح هو المبشر بخراب البلد، والإصلاح هو المشرعن الأول لنهب المؤسسات وتعطيل الحياة العامة، والإصلاح هو المؤيد لقتل الجنود بحجة الثورة والتحرير ، والإصلاح هو المتسبب في انقسام الجيش وتدميره، وتفتيت الأمن وملشنته، وأي إنسان يقول غير ذلك فقد جانب الصواب، ولنا في انتقام الإصلاح من السلفيين وكل القوى السياسية في مأرب وتعز عبرة وآية، ومن لا يزال يثق بأن الإصلاح يستحق قيادة دولة فلينظر إلى ما تقدم عليه مليشياته الخاصة من مداهمات لمنازل الأبرياء في أماكن سيطرتهم، وما يرتكبونه في نقاطهم الأمنية من جرائم إبادة بسبب المنطقة أو اللهجة دليل كافٍ على إرهاب هذا الحزب ونفاقه وتشدقه بالشعارات وتناقض أفعاله مع أقواله وشعاراته التي يبدلها دوماً ومستعد لتبديل كل شيء وفق أسعار الصرف وكمية المبلغ المدفوع لذلك.