جلال محمد
أيها المتحاورون كفروا عن ذنبكم بحق الشعب واصنعوا السلام
من المفترض أن تنطلق يوم الخميس القادم محادثات (جنيف 3) بين الأطراف اليمنية برعاية أممية، ومشاركة إقليمية غير مباشرة، محادثات يختلف اليمنيون في جدوى انعقادها من عدمه ولا يعلقون آمالاً كثيرة عليها، فهم منشغلون بالوضع الاقتصادي المتردي واحتياجات الحياة الضرورية التي بات من الصعوبة بمكان أن يستطيعوا تلبيتها نظراً لانقطاع الرواتب عن البعض وارتفاع أسعار السلع على الكل، الأمر الذي جعلهم لا يحلمون إلا بالشيء القليل كأن يتم صرف الرواتب واستقرار العملة.. أما الحرب فقد ألفوها وعرفوا أنها لعبة وأدوات وهم ضحايا لتجار الحروب الذي يرون في الحرب باب رزق انفتح ليدر عليهم الأموال من خلال استغلال الشعب والتنكيل به حصاراً وتجويعاً.
يعرف اليمنيون أن الجميع يخسر دونما أن ينتبه لذلك بسبب الحقد السياسي والتنفيذ الأعمى للأجندة الخارجية التي ينفذها كل طرف دون أن يعرفوا أنهم باتوا على أطلال دولة تسمى "اليمن" تلفظ أنفاسها الأخيرة، وشعب يحتضر، واقتصاد متهاوٍ، ونسيج اجتماعي يزداد تمزقاً يوماً بعد آخر، ومستقبل ملبد بالغيوم، محادثات جديدة برغم حالة التذمر إلا أن البعض يتطلع أن تكون المخرج من حالة الموت البطيئ الذي يعانيه المواطنيون، يأمل الناس أن تكون سبيلاً في الخروج من عنق الزجاجة ليتمكن الملايين من الشعب اليمني استعادة الأمل في إشراقة غد أفضل، وقادم يحفظ بلدهم ونظامهم وحقوقهم ويكون أكثر رحمة بهم من واقع أذاق الجميع مرارة اليأس والخضوع والاستسلام.
ولأجل ذلك كم نتمنى أن يكون اليمن واليمنيون حاضرين في أجندة الذاهبين إلى جنيف، أن تكون المأساة التي تسببت فيها سياساتهم وعنجهيتهم وإقصاؤهم موجودة ويبحثون لها عن حل فعلي وصادق بنوايا مخلصة كأقل واجب ومن باب تكفير الذنب الذي اقترفوه بحق اليمن أرضاً وإنساناً، نتمنى أن تغيب المشاريع الضيقة والأجندة الخارجية، يكفي إهانة لليمني وتصويره مجرد أداة منفذة لما تريده دول الإقليم المختلفة وفق أيديولوجياتها الخاصة، أيها المتحاورون يكفي تبعية ويكفي تزمتاً، يجب تقديم التنازلات من كل طرف لأجل الوطن والشعب، لأجل الله الذي لن يغفر ما فعلتم بالشعب بسبب مصالحكم، نرجوكم أن تكبروا بكبر المسؤولية الملقاة على عاتقكم، ليس من الضروري مناقشة كم حصة كل طرف من الحكومة المقبلة وما هي الوزارات السيادية التي يريدها وكم من الإيرادات التي لابد أن تقطع لأجله، فكروا بشعب يموت كل ثانية، وحرب أكلت الأخضر واليابس، ودولار يفتك بعملتنا الوطنية، وغلاء أسعار جعلت المواطن يتسابق مع القطط على براميل القمامة، وكل ذلك نتيجة صراعكم الجميل.
رسالتنا للمتحاورين: لا تفرطوا في الثوابت الوطنية والجمهورية، ولا تفرطوا في ضرورة أن تجدوا حلاً لبلوتكم وشقاقكم الذي دفع الشعب ثمنه طيلة سنوات الاختلاف والحرب، إن كنتم صادقين في حب الشعب كما تتشدقون.