من يعيشون جل حياتهم في الظل، ويقودون مخالب سرية لجماعات إيديولوجية عابرة للحدود كافرة بالوطن، يعجزهم العمل في النور، وتزعجهم رقابة الشعب وتعميهم أضواء الإعلام.
تاريخياً يخفق رجال الظل في تقديم أنفسهم كرجال دولة مهما تهيأت لهم الظروف لأن مسؤوليات الدولة كبيره، وتسير وفق قوانين تصون المصالح الوطنية، وتراعي مصالح الإقليم والعالم.
يصطدم رجال الظل عقب صعودهم إلى السلطة مع الصحافة والإعلام، ولهم هدفان من هذه الصدامات المدروسة: الترهيب لضمان سكوتهم عنهم، أو تبرير تصنيفهم جهات معادية وشرعنة التنكيل بهم.
ويطلقون مشايخ التدين المغشوش لتكفير خصومهم، وشيطنة النخب وترهيب المجمتع، وسلق فتاوى تبرير إراقة الدماء، وقمع الحريات وتكميم الأفواه، وتجريم معارضة سلطتهم الربانية / الإلهية، حسب زعمهم.
وأغلبهم يمارس مهامه الحكومية من مقرات الجماعة، ويتعاملون مع كافة موظفي الدولة غير الموالين لهم كأعداء، ويعملون على تطفيشهم، ودفعهم إلى ترك وظائفهم لتسهيل إحلال عناصرهم بدلاً عنهم.
يستهل رجل الظل مهامه في تنفيذ رغبات جماعته من ملشنة الجيش والشرطة، وتنصيب مشرفيهم في مفاصل الدولة، وتعزيز إمكانيات وتغلغلات أجهزتهم السرية بوعي مليشياوي يخاف مكر التاريخ.
ويعمل بمعية الكائنات المؤدلجة على نهب الإيرادات، وتسخير المقدرات العامة لخدمة مشاريع جماعاتهم،
ويحكمون قبضتهم على القرار بمنطق وغرور الغلبة الحزبية دون احترام للقوانين ودستور الدولة.
ويتفنن رجال الظل المسكونون بالعقد الأيديولوجيّة في تصفية حساباتهم القديمة مع خصوم جماعاتهم أفراداً وكيانات بدلا من القيام بواجباتهم في تقديم الخدمات للناس بعيداً عن المن والأذية.
وتنشط أدواتهم في تمتين العلاقات الحزبية مع جهات وحكومات إقليمية وأجنبية تتفق معهم بهدف تمويل بقائهم مقابل تنفيذ رغباتهم التوسعية والتورط في الصراعات والحروب الدامية الإقليمية والدولية.
وتثير علاقات وارتباطات دويلات رجال الظل العابرة لحدود الوطن مخاوف حكومات إقليمية ودولية على أمنهم ومصالحهم بقدر تصاعد نقمة الشعب نتيجة جرائم فسادهم وممارستهم الإقصائية والانتقامية.
ومثلما يكون صعود رجال الظل إلى السلطة مفاجئاً في غفلة الشعب، يكون سقوطهم بلمح البصر، مهما تعاظم نفوذ مخالبهم الدموية، وغرسوا الرعب في نفوس المواطنين، وتوهموا بتسيير البلد في دروب الضياع والتيه، وفقاً لحساباتهم الخاطئة.