عبدالوهاب قطران

عبدالوهاب قطران

مافيا الحرب وأساليب تطبيع الشعب علی الجوع!!

Wednesday 03 October 2018 الساعة 08:28 pm

من أساليب وطرائق مافيا رأس المال الحقيرة اللصة مصاصة الدماء، المستفيدة الوحيدة من تجارة حرب اليمن بواسطة وكلائها وأدواتها المتحاربين بالجنوب والشمال والشرق الغرب..أنها تقوم برفع سعر الصرف والنفط والغاز بطرق تدريجية حقيرة، بظرف يومين ترفع سعر صرف الريال مثلاً من 600 ريال إلى 820 ريالا، وتشتري وتسحب الدولار من السوق، وترفض أن تبيعه خلال فترة الزيادة الخاطفة والسريعة.

ثم تخفي الوقود والغاز وتصنع أزمة خانقة مدروسة وتبيعه بالسوق السوداء بأسعار خيالية، فالدبة الوقود بعشرين ألف ريال والغاز ب8000 ريال.

وعندما تتحسس أن الشعب بدأ يضج ويتململ ويكاد الوضع ينفجر بثورة غضب شعبية، لا تستمر بالتصعيد برفع سعر الدولار إلى ألف ريال دفعة واحدة وبنفس الوتيرة المتسارعة وإنما تبدأ بإنزال سعر الدولار بسرعة إلى 700 ريال بعد أن تضخ إشاعات وفبركات عبر مطابخها الإعلامية، بأن حكومات أسياد الحرب بعدن وصنعاء، اجتمعت وبنك البنوك في حالة طوارئ، وأنهم اتخذوا سلسلة من الإجراءات لتثبيت سعر الدولار، وتطبع الناس على تقبل تثبيت الدولار على 700 ريال مثلا وبزيادة مائتي ريال، وتشعر الناس بارتياح، ويتحدثون عن إجراءات الحكومات الصارمة التى حققت إنجازات باهرة، وأن سعر الدولار نزل ورخص، وتثبت سعره عبر البنك، وتقر جرعة جديدة بالوقود والغاز وتوجده بالسوق وتتلاشى وتختفي زحمة السيارات من أمام المحطات بعد أن تضخ أكاذيب مزيفة خادعة مضللة أنه تم إيجاد النفط والغاز ورخص من عشرين ألفا للدبة إلى 11500 للدبة.. يانعمة الله دومي!

وتشعل المعارك بالجبهات وشبت الحرب، فتمتص غضب الشارع وتطبع الناس على تقبل السعر الجديد لأننا في حرب وحصار ولازم نصبر ونتحمل ونصمد.

وبذلك تتبخر بوادر الاحتقان والغضب الشعبي ويتقبل الشعب الأسعار الجديدة ويدخلوا في تيه ودوران وغيبوبة جديدة، وما إن يستعيدوا وعيهم حتى تداهمهم جرعة جديدة وانهيار جديد للريال، كل شهر جرعة وكل شهر انهيار جديدة للريال، إلى أن يصل تدريجيا إلى ألف ريال والبترول والديزل إلى 20 عشرين ألفا، والكيس القمح بعشرين ألفا، وبالتدرج المخدر مع استمرار إشعال الحروب العبثية، فيتقبل الشعب الجرع ويتطبعون مع الجوع والبؤس والمرض وحتى الموت ولايثورون ولايغضبون.

"هدده بالموت يقبل بالحمى"
مثل شعبي

ولكن هذه اللعبة الحقيرة المكشوفة لابد أن تنكشف لعامة الشعب، وعند حد معين سيحدث التراكم الكمي، تحول كيفي، غليان وثورة جياع فوضوية مدمرة تأكل الأخضر واليابس كالسيل تجرف ما أمامها.

*من صفحة الكاتب علی (الفيس بوك)