(1)
تتسابق دول العالم نحو التقدم والإزدهار.. ونحن نحث الخطى بقوة للعودة للخلف.
هم، أي "الراغبين في الحياة"، يعملون فوق طاقتهم للوصول لما يريدون ليس بغية الأفضلية فقط وإنما لمعرفتهم أن الخمول والتقوقع سيجعلهم "عرباً"!!
ولأننا عرب ومسلمون، أي "عشاق الحوريات" المجتهدين بمثابرة منقطعة النظير للوصول "للقعر" لأننا قد تخطينا الهاوية منذ أن عشقنا "التقليد" وقدسنا "النقل" وأوقفنا الابتكار وإعمال العقل.. لهذا صرنا "ملطشة" العالم وأضحوكته.
(2)
تفاخر الشعوب بمنتوجها القومي وموروثها الثقافي والتراثي، ونحن نفاخر أينا يستطيع قطع عنق أخيه بضربة واحدة!!
تفاخر الشعوب بحريتها وتتفنن في إيصال فكرة مفادها إن الحرية هي "الجنة الموعودة" وهي الخلود.... وفي بلادنا أصبح المتسلط الجديد يرى أن مفهوم الحرية هو قذفه للآخرين وقتلهم وسحلهم، وطرف آخر يعتقد أنَّ حدود الحرية هي أن يرقص ويغازل ويؤذي وأن يتزوج المثليون، ويسخرون من طقوس وعادات الآخر المختلف عنهم.. دون أن يثير ذلك اهتمامَ أحد! فهم "معوق".
(3)
الحرية.. ناضلت من أجلها شعوب العالم أجمع، فتحققت لمن فهم أن الحرية احترام للرأي وقبول بالآخر وتعايش بسلام..
ولأن الحرية غالية وتستحق، ها نحن في بلاد العرب يقتل بعضنا بعضا من أجل الحرية... ولكن على مفهومنا الغجري الخاص..
الحرية التي يُريدها لنا الساسة أو بالأحرى أصحاب "الإسلام السياسي" هي أن تكون منمطاً مثلهم.. كما يفعل الحاكم بأمر السلالة والكهنوت "الحوثي" يريد حرية بمقاساته ووفق خزعبلاته وإلا فالتكميم هو المصير.. متناسياً أن الكثيرين يموتون من أجل أن يتكلموا.. لكن الحوثي يريد إغلاق الأفواه للأبد.. فللكلام ثمن أكبر من ثمن الصمت.
(4)
حين صمتت الشعوب الحية في فترة من فترات التاريخ، وجدت نفسها تموت شيئاً فشيئاً، وأصبحت الحقوق الواجبة للشعوب مجرد هبات يتكرم بها الحكام.
عندما صمتت الشعوب، آنذاك، نهبت حقوقها وانتهكت بل أبيدت حريتها ودمرت كل أحلامها.. وعندما فاقت الشعوب أرسلت معذبيها للجحيم وبدأوا العمل والبناء لتعويض ما فاتهم في غفلتهم... إلا شعبنا العربي عموماً واليمني بشكل خاص ما زال يعيش "نومة أهل الكهف"... الحياة لا تحترم الكسالى النائمين، ولذا تستمر الحياة في البصق علينا كل ثانية.
(5)
وصل "مايكل" و"كاثرين" إلى مستويات متقدمة من الرفاهية لأنهما لم يسألا بعض أبداً أأنت كاثوليكي أو بروستتانتي؟! بينما "أحمد" و"سعاد" يكافحان كل يوم للحصول على قليل من الماء، وكمية من الدقيق والزيت وحزمة من الحطب..
وفي كل مساء يتلو "أحمد" من ملزمته عن البؤس والضياع والضلال الذي يعشه كل من "مايكل" و"كاثرين" فهما للأسف ليسوا "شيعة أو سنة"!!!!
تعاني كاثرين البائسة وأطفلها من وعكة صحية فتنال اهتماماً ورعاية صحية حكومية لا تضاهى، وتلازم "سعاد" الفراش أياماً وأشهراً كي تتعافى من "مياسم" وخلطات الأعشاب التي ظنت أنها علاج لانتفاخ البطن بفعل "الأمينيا".. فمن البائس حقاً؟!!
(6)
الحرية واسعة النطاق وعظيمة المفاهيم والميزة التي جبل عليها الإنسان منذ الخليقة الأولى، ولكن الواقع الذي فرض على "اليمنيين" اختصر الحرية العظيمة في أنها لا تساوي سوى رغيف خبز فقط.