مغيب عن الواقع أو مقتات من الفتات، من يرى أن هناك فرقاً بين قادة المليشيا والمجاميع المسلحة. هناك أمراء حرب ليسوا إلا.. كلما امتد أمد الحرب زاد ثراؤهم.
ائتوني بقائد عسكري في المليشيا أو المجاميع آتِكم بما يشيب الولدان.
أصبح منح فيالة انسولين يحتاج حفل تدشين وظهوراً إعلامياً، تماماً مثل ما ينشره الجوقة حول إزالة مقلب قمامة..
ومثله تماماً ما يفعله أمراء الحرب في المناطق التي تحت سطوة المليشيا.
أضحت المناطق المسماة، زوراً، بالمحررة إقطاعيات، من فيها لا يكادون يتنفسون إلا بعد التسبيح والثناء على أمراء الحرب والملاك الحصريين لكل شيء.
حين تفوح روائحهم القذرة ترى عشرات الصور تثبت أنهم تحت شجرة أو على صهوة طقم قيل إنها التقطت وهم في عمق المعارك، على الرغم أن الحقيقة تؤكد أنهم كانوا في وضعٍ مخلٍ بالحياء والشرف والرجولة معاً.
تماماً مثلهم كمن يخرج من فيللا، حتى الحمام فيها له تكييف خاص، متجهاً نحو طقم مشابه لهواء الجحر الذي يلوذ له.. ثمن تخزينة يوم واحد قد تكفي أسرة لشهر ويأتي ليحدثك عن الصمود..
إن من يحرم مرضى السكر حتى يتسنى له عقد مؤتمر صحفي ليمنح عشرين مصاباً نصفهم أطفال وآخرين بترت أطرافهم وهم ينتظرون إتمام حشد الجوقة ليوم تدشين احتفال مهيب لجرعة انسولين تماماً لا فرق بينه وبين الانقلابيين، بل ربما استحى أولئك أن يفعلوها.
إن من يطبق أذنيه ولم يحرك ساكناً وهو يسمع أنين مرضى الفشل الكلوي وهم على أبواب معابر مدينة عدن، بل وينظر مبتسماً لعدسات الجوقة وهو يفعل معجزة حين يرفع مقلب قمامة تماماً لا فرق بينه وأولئك الانقلابيين الذين أطلقوا الرصاص على من احتجوا على حرمانهم من جلسة الغسيل الكلوي.
إن من ينتهك الحقوق الخاصة ويصادرها لحسابه ويعتقل وينكل ويرى أنه الفاتح المحرر.. له الحق المؤيد في الإذلال والإهانة، هو حتماً نسخةٌ محدثة لأولئك الانقلابيين ولكن في رداء محرر كما يصوره الجوقة العامة الذين يرون تلك الصور فيفغرون أشدافهم مدخوشين بصور أولئك الزعران.
اللعنة عليهم أجمعين.