أنا من رأيي يعينوا غزوان المخلافي، الفتى الصغير المراهق المُفَصّع، قائداً لجبهة تحرير تعز، أحسن ما يجلس يضيع وقته في تحرير شارع جمال والتحرير وعصيفرة والمسبح.
الولد، ما شاء الله عليه، مؤهل ويعرف يرمي رصاص، ويسوق طقم، ومعه صفحة في الفيس بوك، ومعه مكتب إعلامي، ويعرف يقتل لأي أسباب تافهة، وعنده نفوذ غلام راسه ناشف، ويرتدي المعوز إلى فوق الركب، وسيرة بطولاته اليومية التي يسطرها في شوارع المدينة الملطومة حاجة ترفع الراس، وحرام تضيع مواهبه تلك في هبالات وتفاصيع لا تحتاج إليها تعز المحاصرة..
غزوان البطل المغوار ثروة قومية أهم من النفط والغاز والبترول وما فيش داعي يهدر طاقاته في فك الحصار عن أسواق القات واستئجارهن نيابة عن الدولة، لأن هذه عملية بسيطة جداً يمكن أن يقوم بها خاله البطل المغوار صادق سرحان، مثلاً، أو قائد اللواء البطل الفذ خالد فاضل، أو أي بطل آخر من أبطال السوق غير غزوان الذي ما فيش منه في اليمن اثنين.
أعرف أن هناك نوايا طيبة لادخار طاقات غزوان من أجل حاجة أهم وأكبر من فك الحصار عن تعز وتحريرها من مليشيا الحوثي. وأعرف، أيضاً، بأن الدولة مخليه لغزوان حاله يلعب في الشارع العام براحته ويتواله هو وأصحابه بالأوالي والأطقم والرشاشات على بال ما يبلغ سن الرشد ويذهب من بعدها لتحرير فلسطين.
صحيح أن غزوان لايزال صغيراً على المهام الكبيرة، وأن قيادة محور تعز سايبه له حاله يترندع، لأن ذلك من حقه كأي صغير يلعب.. ولكن، ياخلق الله، جبهات تعز المحاصرة أحوج بغزوان، الله يحفظه، ويشب صغره، وينصر الطفولة، ويشل تعز من أيادي الكبار..