لصراع السلطة والمناصب المستعر ببلادنا منذ 8 سنوات فاتورته الباهظة، ولمعارك ملوك الطوائف السياسية، التي لا تنتهي ثمن باهظ... وهذه وتلك يدفعها الشعب اليمني المغلوب على أمره، من معاناته المتعاظمة ومن حقوقه المنهوبة وأحلامه المهدورة إن لم تكن المقتولة بفعل التناحر الذي افتعلته قوى وجماعات نتيجة أحقاد وتنفيذاً لمخططات خارجية... ثمن يترجم في استمرار المعاناة وتفاقم الأعباء جراء الانهيارات المتتالية التي تطارد المواطن حيثما وجد لتزيده غرقا في أوحال الوضع البائس من فقر وإفقار وجوع وتجويع، ومرض وغلاء فاحش في ظل الأسعار الطائرة والاحتياجات الضاغطة، التي كلما حاول الهروب منها بخلق أمل توقف معاناته وتحقيق السلام المنتظر المركون على الهوامش كونه ليس من اهتمامات ساستنا الأشقياء... وما أكثر الهوامش في بلد كل شيء فيه متاح ومباح وكل القيم والمبادئ تتبدل وتتغير وفق بورصة خاصة وتوجيهات وتوجهات تحولها لتصبح وقودا لحروب مواقع ومصالح انتهازية لا تُعرف لها حدودٌ.
لمن نشتكي وكلنا نتأوّه ونتوجّع ونتألّم من نفس العلّة القاتلة، علة التبعية للخارج والأجندة الخارجية التي تنفذها جماعات الإسلام السياسي في اليمن وعلى رأسهم جماعة "الحوثي" وسبقهم في ذلك جماعة "الإخوان"، لمن نشتكي ونبوح والساسة نيام، والأحقاد حاضرة بقوة، وكل يتلذذ بما يتجرعه الشعب من عذابات، فكل أنةٍ وتمزق يزيد من رصيد المتناحرين..
أنشتكي إلى من حوّلوا أمنيات وتطلعات الشعب ومستقبل الوطن ثروة محبوسة عليهم وقطيعهم دون سواهم، هوامير النفط والغاز قتلة الحقوق والحريات، أم لمغول الكرامة والديمقراطية، أم لمافيا «هذا من فضل ربي» وأصحاب "مع الله"؟ كيف لشعب يشكي من براغيث الحوثي وبق الإخوان المتدثرين "بالشرعية" الممتصين لدمائه لسعا ولدغا وهو المالك لدواء البرغوث، وهو الذي تعرّى طوعا لهذه الحشرات الدموية، أليس هو من ألقى بنفسه في العفن "الثوري المبارك" على أهل العمالة والخيانة؟
وهل يحق لنا أن نشكو وننوح؟!! وقد تخلينا عن رجال وهبوا نفسهم للوطن، وضحوا لأجله، ولم يقم الشعب بواجبه تجاههم مناصرةً وسنداً وإمداداً، لا يحق لنا أن نزيد الشكوى ونحن تفرجنا وما زلنا نتفرج على من يأكل مؤونة الشعب في مخازن الوطن إلى حدّ التخمة ثم امتدت يده لراتب المواطن وجيبه بعد أن سلبه كل حقوقه ومنع عنه أبسط الخدمات، وكل ذلك تحت مبرر العزة والكرامة، رغم أن قتلة الشعب من جماعات الإسلام السياسي يتبوّلون على كل القيم والأخلاق والكرامة بكل أريحية وحرية مدعومة بحق الفيتو في مواصل الخراب باسم "الولاء والتبعية" لأرعن مخطئ غرّ غبي أبله يزعم أن له الحق والاصطفاء، والكرامات والمعجزات، أو باسم الطاعة العمياء للجماعة ومرشدها ومنطق الحاكمية وكل منهم يبيع الوهم للمواطن والتمزيق والتشظي، ولا يمكن لهذه الجماعات المتسلقة باسم الدين أن تحمل مشروعاً وطنياً صادقاً وجامعاً يخفف أنات المواطن ويسكت شكواه ويسعى للنهوض بهذا الوطن.