نجيب غلاب

نجيب غلاب

تابعنى على

خلود "صالح" الأبدي وأوهام السلام مع الحوثي

Wednesday 05 December 2018 الساعة 04:31 pm

يعد يوم استشهاد الزعيم علي عبدالله صالح ال ٤ من ديسمبر، أعظم أيامه.

فقد انتقل "صالح" في هذا اليوم من السياسة وصراعاتها إلى خلود المعنى ورمزية التضحية بجلالها المنتج للحياة.

قتلته الحوثية، فانبعث بالمجد ونسج ذاكرة لا تنسى يتمناها كل قائد سياسي حر.

تخلق بالتحدي وعزّة المواجهة، ورمزيته تجذرت في عروق التاريخ وستبلغ ذروتها على أنقاض قاتليه.

ومن يعتقد أن اليمن سيحقق أمنا وسلاما واستقرارا، ومليشيا الحوثية قائمة وكهنوتها متحرك كتنظيم، فإنه يصنع أوهاما ويخدع نفسه.

هناك أوهام في اليمن وأبرزها البحث عن سلام في طاولة مشاورات ومفاوضات مع مشروع كهنوتي يعتقد بالمطلق أن ولايته هي الدين، وأن اليمن ملكية خاصة بالسيد العلم وعرقيته، وأن بقية المواطنين زنابيل كرامة الفرد منهم قبول عبوديته للولاية، ومجد حريته أن يطلب رضا الله عبر الخنوع لعرق يدعي الاصطفاء.

وهذه نصيحة لكل الأحرار، ولكل مواطن يمني: الحوثية تراهن على حروب لا تنتهي، ولا يهمها شيء حتى لو قتل الشعب كله فمشروعها يقوم على إقامة ولايتها حتى ولو على قرية، وأن الحرب فرض عين ودائمة إلى يوم القيامة فإما الولاية أو الخراب الشامل.

إن الحوثية مشروع مدمر وتجريمه وتجفيف منابعه طريقنا الوحيد للنجاة.

الحوثية بطبيعتها وتركيبتها ووظيفتها وضعت اليمنيين بين خيار الخراب المستدام أو المواجهة الحاسمة والنجاة.. وأي حل خارج سياق تفكيك الحوثية كمليشيا وكهنوت فهو بمثابة سموم قاتلة.

لا خيار أمام أطراف الحركة الوطنية المنظمة والتكوينات الشعبية ومختلف الفئات اليمنية غير طريق وحيد لإنقاذ اليمن أن يكونوا صفا واحدا من أجل إنقاذ بلادهم.

ونقول لهم توحدوا جميعا من أجل هدف مركزي هو استعادة الجمهورية وإسقاط سلطة السطو والسيطرة الحوثية.. فمشروع الحوثية بكافة تفاصيله لا يمكنه العيش ولا التنفس إلا بالانقسامات الاجتماعية والتشظي اليمني والحروب الأهلية المستدامة وخراب التعايش الوطني.

ولذا كلما زاد شتات وفرقة الحركة الوطنية طال عمر تنظيمها، أما مشروعها فقد سقط ولم يبق إلا مواراته ورميه إلى مزبلة التاريخ.

وسعت الحوثية للاستيلاء على دولة اليمنيين بقضها وقضيضها وتأسيس ولاية حوثية قائمة على عقيدة كهنوتية عنصرية (حكم السيد العلم).

ولا شك أن مآلات سطوها ستقود إلى جمهورية جديدة، جمهورية الناس، ويمن اتحادي أصبح الاتجاه الوحيد والإجباري.

وعلينا أن ندرك أن الحوثية فيروس يتآكل وسيجعل مناعة الجمهورية أرسخ من جبال اليمن.

وستستمر الحوثية في تخريب بلادنا ولن تتوقف طالما استمر انقسامكم.

والحوثية تعادي ما ينفع اليمن وترى أي تطور في أي مجال من مجالات الحياة يجعل الشعب أقوى أمام عصبيتها المغلقة.

كما أنها تكره أن يكون اليمني مالكاً لإرادته، لأن ذلك يعني نفي كهنوتها الذي يستعبد المواطن في صندوق ولاية عنصرية.

وتكره في الوقت ذاته الحرية وتراها كفراً، لأنها تجعل الفرد مستقلا وتنفي ولايتها من جذورها.

ولإحداث تغييرات كبرى في معركتنا نحتاج ثلاثة منطلقات أساسية ليتم حسم المواجهة مع الحوثية:
- تناسي الماضي القريب بكافة صراعاته وتناقضاته ونزاعاته.
- العودة إلى ثورة (٢٦ سبتمبر) كمرحلة تأسيسية والالتحام بالوعي المجيد لثورة (١٤ أكتوبر) ومنجز (٢٢ مايو).
- بناء إجماع ملحمي جديد مركزه الاصطفاف من أجل الجمهورية.

وبمجرد أن يتمكن اليمنيون من طي صفحة الحوثية ستبدأ مرحلة بناء الدولة والمصالحات الوطنية والاجتماعية، وسندخل حقبة سلام طويلة تركز على التنمية وبناء شراكة نافعة للشعب مع دول الجوار والعالم.

ولذلك فإن طي صفحة الحوثية المقدمة الأولى لأي تغيير لاستعادة الناس لأمنهم واستقرارهم والاتجاه إلى المستقبل.

فكل يوم يمر تكتشف الحوثية صلابة القوى الاجتماعية والسياسية وموجات شعبية لا تقبل المساومة ولا التنازل عن مشروع جمهوريتهم النابذ والرافض للولاية بأي شكل تجلت أو تمظهرت.

لذا تبذل الحوثية جهوداً بالدجل والتزييف والتزوير لإخفاء قبح ولايتها وأينما اتجهت ستُهزم إن قبلت بالمرجعيات أو رفضتها.

وسيحتفل أبناء اليمن جميعهم على صعيد واحد في كل أرجاء الوطني يوم أن يتم إنهاء سطوة الحوثية وتحطيم سيطرتها.

المسألة مسألة وقت وستنهار الحوثية.. هي هشة وضعيفة. صحيح أنها دموية وقاتلة، وهذا ما يطيل عمرها.. أما الأهم فإن تغولها في الجريمة سيقودها إلى سقوط مريع.. براكين الغضب تغلي وستنفجر حتماً.