يتحدث الانقلابيون الحوثيون والحكومة الشرعية التي في فنادق الرياض، عن السلام من دون أن تمتد أياديهم ليصافحوا بعض في مشاورات ستوكهولم.. والسلام عند الطرفين تحية!
أمام المتفاوضين في ستكهولم، عموماً، قضايا كبيرة ك: الأسرى، وفك الحصار، وفتح مطار صنعاء، وإدارة ميناء الحديدة، وتسليم سلاح جميع الفصائل المتحاربة للدولة الكسيرة التي دمرها الطرفان بأيديهم وأرجلهم حتى، ولم تعد هذه الدولة المنشودة تجد لنفسها موطىء قدم لا في المناطق المحررة ولا في المناطق الواقعة تحت سلطة الانقلابيين، وكل ما هو موجود على الأرض بلاد مفككة، وجماعات مليشاوية مستقوية على اليمنيين بالمال والسلاح، ولا يبدو أن لدى أحد الطرفين القدرة على الاقتراب حتى شبر واحد من مفهوم الدولة المدنية التي يريدها إنسان اليمن.
وأما السلام الشامل، الذي يتكلمون عنه، فهو يعني أن تكون هناك مفاوضات لسلام شامل النفقات والأجور، وبدلات السفر والإقامة الفندقية وتذاكر الطيران والأكل والشرب والتنقلات الداخلية والورقيات والأحبار وكل صغيرة وكبيرة متعلقة برفاهية المشاركين في مفاوضات السلام الشامل، أيضاً، لنفقات الوفود الإعلامية المصاحبة، ونفقات نافخي الكير في وسائل الاتصال.
ولا تشمل مفاوضات السلام الشاملة المنعقدة في ستكهولم أي نفقات متعلقة بتعويض المتضررين من الحرب، وجبر الضرر الذي لحق بالبلد وبالناس.. ولا تشمل البدء بتغيير نبرة الخطاب الإعلامي المتبادل بين الطرفين كأهم إجراء لبناء الثقة.. ولا تشمل أي تبادل إنساني سريع للأسرى اليمنيين المعتقلين لدى الطرفين في كل سجن من دون أي نقاش، واعتبار الأمر مجرد صفقة تبادل بين يمنيين في سجونهم بيمنيين آخرين.
ولم تشمل المفاوضات، حتى الآن، على أي تعامل راق مع جثمان رئيس سابق كان صاحبهم كلهم، ورمزية جثمانه رمزية بلد تعثر وعليه أن ينهض من جديد بلا أحقاد، فكيف سيتعاملون مع قضايا الأحياء الذين لا حول لهم ولا قوة، ولم تشملهم إجراءات ونفقات وأجور السلام الشامل الذي يتكلم عنه هؤلاء الشبعانون؟!