مسكينة تعز، مثل سارق البطة يخرج من اللعبة على الرغم من أنه الجوكر، وكذلك هو حال هذه المحافظة الجوكر محسوبة كأهم ورقة في طاولة السياسة وتخرج دائماً من كل لعبة خسرانة!
في لعبة 2011 أخرجت تعز كل أوراقها إلى الطاولة، وقادت الجماهير، وهيجت الشارع العام، وقدم أبناؤها نماذج من اللعب على المكشوف، وطالبت صراحة بدولة مدنية، وكانت الجوكر الذي يحرك الساحات ويحسب لها ألف حساب.. ولكنها سلمت أوراقها إلى شوية ملاعين أحالوها من ساحة ثورة سلمية بلا أحقاد إلى ساحة حرب وسخة، وتحول لسانها المليح إلى لسان طويل، وأصبح شبانها الطامحون والحالمون في الهامش وفي المحصلة العامة دخلت تعز إلى جيوب حمران العيون، وخرجت من بنود المبادرة الخليجية مثلما يخرج السارق من البطة.
وفي لعبة الانقلاب، واجهت تعز مشروع انهيار الدولة ببسالة وقدمت تضحياتها بالجملة في سبيل استعادة سلطة الدولة وهيبتها، وقالت كلمتها بوضوح من أول يوم في الحرب وكانت حجر عثرة أمام تمدد المشروع السلالي، ودفعت ثمناً عالي الكلفة، وتعرضت -وما زالت- لحصار جائر وخانق، وكان يفترض بقضيتها أن تكون حاضرة بقوة على طاولة مفاوضات السويد الأخيرة، ولكن لأن أمرها ليس في يدها ولا في يد أبنائها تم النط من فوقها وخرجت من اللعبة كما هو شأنها أثناء كل محاصصة أو اتفاق.
لم ترتح تعز، ولن ترتاح أبداً، ولن يتحقق لها مرادها، ولن يسمح لها أن تعبر عن شخصيتها الحقيقية طالما وأن أمرها ليس في يد أبنائها الخلص الذين يريدون مشروع الدولة، وستظل طول عمرها الجوكر الذي يتم استبعاده في كل لعبة.