أحمد مفضل المهدي

أحمد مفضل المهدي

تابعنى على

أدركوا اليمن!

Tuesday 25 December 2018 الساعة 05:33 pm

إذا استمر الرئيس عبدربه منصور هادي بإدارة الوضع بنفس هذه الوجوه ونفس الأحزاب ونفس القوى السياسية.. فسيظل الوضع كما هو لخمسين سنة قادمة.

يجب على الرئيس هادي تحديث رجال النظام وإزاحة الوجوه المجربة بفسادها والأحزاب التي لم تقدم شيئاً للوطن لكنها فعلت كل شيء لنفسها ولقيادتها وأعضائها.

نعم سيتغير في واقع القيادات الحزبية ثراء فاحش وعبث، وكل واحد يرمي باللوم على الآخر والعدو يتمكن ويتجذر..
ولا ندري لماذا لا يتم هيكلة الأحزاب؟ ولماذا لا يطالب الرئيس هادي بتغيير قادة الأحزاب واستبدالها بكوادر جديدة متنورة ومنفتحة ومعتدلة؟

أحزاب تتاجر باليمن

الأحزاب السياسية تتحمل كامل مسؤولية ضياع البلد والغرق في الحروب واستمرار هذا الوضع الكئيب.

منذ 2004 وهي تتوزع الأدوار بخسّة متناهية حتى صنعت أقذر مليشيا في تاريخ اليمن، ثم فرّت هاربة ترتب وضعها وتستعرض بطولات بايخة وتتاجر بالقضية اليمنية واليمني يومياً بلا رحمة..

قوى تتغذى من الفتن والتناحر

ودائماً نصيح يجب أن نتوحد وأن نبحث عن المشتركات ونؤجل الخلافات وتباينات وجهات النظر إلى أن تستقر الأوضاع..
اتركوا أي تفريق أو تمزيق، كلنا يمنيون إخوة الزيدي والشافعي والقحطاني والعدناني والإصلاحي والمؤتمري والشمالي والجنوبي والجبلي والتهامي..
ولن نتخارج من هذا الوضع الكئيب ما لم نتناس كل الثغرات ونكبر ونسمو.

لكن للأسف الشديد ثمة أشخاص وقوى تتغذى على بقاء التناحر، وترى في وحدة الكلمة ضياع مصلحتها أو خفوت شهرتها أو تتوهم أن يغيب حضورها، وهذه كلها أوهام ووساوس وسيحاسبهم الله تعالى على كل لحظة تأخّر أو قطرة دم تسفك بسبب التشرذم.

اليمن.. بلد التعايش الديني

من يقرأ كتب العلامة المؤرخ محمد بن محمد زبارة، رحمه الله، يجدها مليئة بتراجم علماء المذهبين شاهدة بالتعايش السائد في ذلك الوقت، وهو الذي قام بطباعة كتب شيخ الإسلام الشوكاني ك"فتح القدير" وغيرها من الكتب النافعات، وكذا العلامة عبدالواسع الواسعي، ومن آخر الأعمال كتاب شيخنا العلامة الفاضل منصب المراوعة الحسن بن عبدالباري الأهدل، رحمه لله، (القواعد الفقهية في مسائل الخلاف بين مذهب الزيدية والشافعية) وكذلك كتاب (الطائفية وأثرها على الاجتهاد في اليمن) للعلامة المرحوم المجتهد أحمد بن محمد الوزير صاحب كتاب (المصفى في أصول الفقه).

أخطاء الجماعات الدينية

ومن أخطاء أغلب الجماعات الدينية أنها تحصر الواجبات الأخلاقية فيها وتكون بذلك قد عطلت الكثير من الشرائع المطلوبة لتحقيق جماعة المسلمين الأم التي بها ينصر الدين ويعبد الله ويتحقق مقاصد الشريعة..

فمثلاً تجد الإخوة الإسلامية يحصرونها فيما بينهم البين، وحق المسلم على أخيه المسلم يحتكرونها فيما بين أعضاء الجماعة ولا تتجاوز إلى خارج إطار الجماعة إلا ما كان فائضاً أو عن طريق الخطأ، وقس على ذلك بقية الأخلاقيات من التواضع والمحبة والمواساة والتعاون ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف و... و... الخ.

وهناك تبريرات ممجوجة يلبسها إبليس للعديد من أتباع الجماعات وكل ذلك من تلبيس إبليس..
ولهذا نزعت الثقة تماماً بين المجتمع العفوي وبين الجماعات وأتباعها، ونادراً تجد المجتمع يثق بمنتمٍ لجماعة إلا أن يكون استثناءً خاصاً بالشخص نفسه لا بجماعته..

انظروا أيضاً أتباع الجماعات عندما يتعرضون لمضايقات أو يدخلون في صراع مع أي جهة فإن المجتمع يتخلى عنهم ولا يتعاطف معهم ليس لسلبيته وإنما لمعرفته المستفيضة بأتباع الجماعات وكولساتهم وانزوائهم واحتكارهم لقضايا الدين الواسع الرحمة للعالمين.

الاعتراف بالخطأ

لابد من الاعتراف بالخطأ من جميع الأطراف، فالاعتراف بالخطأ قوة وليس ضعفا، وثقافه وليس انهزاما....!!!

لن تُحلّ أي مشكلة ما لم يكن هناك اعتراف واضح وصريح بالخطأ والتقصير، وتجنب التبرير لأن التبرير بذاته خطأ، لأنه يغطي قبح الخطأ ويمنع من معالجته ويحرض للقيام بنفس الخطأ أو أكبر، والتبرير هو طريق لاستباحة الخطأ واعتباره عملاً بطولياً.

الجماعات والجهات التي تكرر الأخطاء وتوظف ثلة من الغوغاء والسذج الذين يبررون لها كل صغيرة وكبيرة بالحق والباطل ويبتكرون التبريرات بكل صنوفها هؤلاء هم أدوات انتحار وتفكيك لكل الجماعات المخطئة..
فلا تصدقوا المبرر لأنه الشخص الذي وظفته الجماعة ليكذب..

* جمعها (نيوزيمن) من عدة بوستات للكاتب علی صفحته في (الفيس بوك)