محمد أنعم
خروقات الحوثي تبدّد فرص السلام باليمن
تتزايد مخاوف الشارع اليمني من تحول قرار مجلس الأمن 2451 إلى مجرد حبر على ورق.. الناس على حق وعندهم تجارب مرة، وهم من يدفعون الثمن باهظاً في الأخير.. ومن حقهم أن يغضبوا...! لأنهم غير مستعدين لتحمل تجربة فشل جديدة، وعلى الجنرال باترك أن يدرك أن السلام في خطر.
تعالوا إلى الحديدة وستشاهدون بأم أعينكم أن الذي توقف فعلاً هو استكمال تحرير مدينة الحديدة، أما أعمال التصعيد والممارسات الميدانية للميليشيات الحوثية فلم تتغير منذ سريان قرار اتفاق إطلاق النار بتاريخ 18 ديسمبر الجاري، وليس هناك ما يشير إلى التزامها بالقرار الأممي، سواءً في مدينة الحديدة أو على مستوى المحافظة..
والمثير للدهشة أن الحوثة يواصلون خروقاتهم على مقربة من مقر إقامة الجنرال الهولندي باتريك رئيس لجنة تنسيق إعادة انتشار القوات المخول بتنفيذ القرار، ولا نتكلم هنا عن الهجمات العدوانية المتواصلة للمليشيات في مناطق الجاح والفازة والدريهمي والجبلية وحيس... وغيرها، والتي تجعل جماهير الشعب تتخوف من أن يواجه قرار مجلس الأمن 2451 نفس المصير التراجيدي لاتفاق السلم والشراكة.
تستغل المليشيات الحوثية التزام المقاومة المشتركة بوقف إطلاق النار، لتصعد من ممارساتها العدوانية بهدف تحقيق مكاسب في الميدان داخل المدينة، وفي مناطق حيس والفازة والجاح والجبلية والدريهمي... وغيرها، بتكثيف هجماتها وتسللاتها على تلك المناطق يومياً، وتستخدم مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ولم نلمس ما يبعث على التفاؤل، خصوصاً وقد صار للجنرال باتريك كاميرت أكثر من أسبوع في اليمن. بعد مرور هذه الفترة يمكننا الجزم أن المليشيات الحوثية تعمل على تعزيز وضعها العسكري داخل المدينة وخارجها، استعداداً لمواجهات مسلحة جديدة، وممارساتها تثبت أنها لا تجنح للسلام على الإطلاق.
نتمنى من ممثلي الحكومة في لجنة التنسيق المشتركة، أن يكون لهم موقف من استمرار خروقات مليشيات الحوثي وانقلابها المبكر على قرار مجلس الأمن، وألا تكرار أخطاء الماضي.. خاصة وأن قرار مجلس الأمن طالب أمين عام الأمم المتحدة بتقديم مقترحات قبل 31 ديسمبر بشأن كيفية دعم المنظمة لاتفاق استكهولم، بعمليات رصد وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار للقوات من مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتعزيز وجودها، وأن تقدم تقريراً أسبوعياً، عن أي خرق للالتزامات من جانب الطرفين، وغيرها.. يعني لا مبرر لما يحدث على الإطلاق.
وبالأخير نقول إن الوضع في الساحل الغربي، وإن فرص السلام تتبدد مجدداً في اليمن، إذا لم يتم خلع مخالب الحوثي.!