يشترخ رأسي نصين صراحة لما ينهزم منتخبنا الوطني أمام منتخبي السعودية أو إيران، وتمضي أوقاتي بشكل سيئ بعد ذلك، وأضيق من حالي، وأكره الكورة والقرعة التي تدهفنا لمواجهة منتخبين كبيرين ساستهم الكبار يلعبون ببلادنا كورة ويحيلون حياتنا إلى ملعب لسياساتهم الكريهة، وفوق هذا كله يزيدوا يهزمونا في الميدان أمام جماهيرنا الوفية والصابرة.
إيران منتخب قوي، وكذلك السعودية، ومنتخبنا اليمني المثابر شحيح الإمكانات ومقطوع من شجرة يلعب بإمكاناته الذاتية، ويذهب إلى المنافسات بفطرته القوية، ويخوض النزال بقلب كسير وعلم مشنتر ومرقع مثل ثوب اليتيم، وكثر خيرهم أنهم وصلوا بنا لأول مرة إلى نهائيات أمم آسيا في ظروف صعبة وقاسية، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير يحسب لشبان المنتخب الوطني والفريق الفني المساعد له فيتلك المهمة الشاقة والصعبة.
صحيح أن نتيجة المباراة مع إيران كانت قاسية ومخيبة للآمال، لكنه واقع الحال بالنسبة إلى منتخب عائد من كأس العالم وتلقى إعدادا جيدا للظفر بنتائج جيدة، أما منتخبنا الوطني يارحمتاه له، لا دوري عام ينشط فيه اللاعبون ولا معسكر إعداد جيد، ولا قيادة سياسية واحدة تقف خلفه وتسانده وتشعره بأنه منتخب يتكىء على ظهر دولة، ولا حوافز للاعبين، ولا يعرفون إلى أي حكومة سيعودون في ختام البطولة!
الضمار الكبير والوحيد بالنسبة لمنتخبنا الوطني لكرة القدم هم الجماهير اليمنية التي تؤازر بقلب كبير وروح وطنية واحدة متمسكة بنشيدها الوطني الواحد، رافعة علم اليمن في المدرجات كأي محارب خذلته السياسة وخانه الاقتصاد وأخذ هزائمه اليومية كلها فوق ظهره وراح بها إلى الميدان يبحث فيه وراء أحد عشر لاعباً عن فرصته الوحيدة للفرح الجمعي العام.
وما سواه ولا غيره المنتخب الوطني هو الذي يوحد الجماهير في كل اليمن مهزوماً كان أو منتصراً.. ولذلك فإن أمام هذا المنتخب الذي يحفر في الصخر مهام صعبة لإدخال الفرح إلى قلوب اليمنيين، ولكنها ليست مهمة مستحيلة على أحد عشر كوكباً في الميدان.